كفي الصغيرة تلوح في الهواء. تبحث عن كف، يحتضن تلك البرودة التي تسري داخلي .
رغبة تدفعني؛ لأعود للوراء .
تدور بي كورقة في مهب الريح، تعتصرني وتأخذني بعيدا .
أمي وأبي وطفولة، أتذكر بعضها. وأنا زرع أخضر حرص أبي على أن يغرسني في هذه الحياة .
كان هاويا لايجيد اللعب بكرتها المطاطية التي ألقتها في وجهه .
حاول الامساك بها ولكنها هربت، فتركها وعاش على الهامش دون أن يفكر في أن يخوض غمارها أو حتى يفهمها .
منذ بداية الوعي منحني أبي صك حياته ومضي ذاهلا. يعيش حياته كالكثيرين في هذا العالم .
لا يحملون هم شئ ولا يتعبون عقولهم التي لايعرفون إذا كانت موجودة أم لا في التفكير .
منحني نصيبه من كل شئ .
فرضعت الوعي مع اللبن .
وكبرت في الفطام حتى صرت أما لأمي وأخوتي
بل بيتا وجدرانا يضم كل من يربطني به إرث الدم .
وهكذا حملت مشعلي؛ لأكون دوما في المقدمة
وأتلقى بإبتسامة كل الطعنات .
والآن لم يعد بي مكان إلا وبه طعنة أو كسر .
أسير في طريق لا طاقة لي على المضي فيه ولا خيار لي في التوقف أو التقهقر .
فالحياة بالنسبة لي، ركض دائم.
كفرع مخلوع، ألقته أمه للريح، تقلبه كيف شاءت ما بين أرض وسماء . لايستطيع أن يعانق الأرض ويمد جذوره فيستريح ولا يلين لينكسر وإن بدا له ذلك وشيكا ولا يستسلم لقدره المحتوم فيصير عودا جافا تدهسه النعال .