لكنها تلك الغصة التي تسكن حلقك من دمعة حارقة، خجلت من أن تخرج عارية، بحثت عن يد تظللها، أوشفاه عطشى تلعقها، فانزوت متكورة.
أو تلك الرجفة الحمقاء التي تمتلك جوانب قلبك وأنت تصب نظراتك على من يرى نفسه دونك.
و تعض على شفتيك الباهتتين بأنيابك وأنت تضع يدك في يد باردة قد انشغلت بسواك.
عندما يسرق قلبك الذي حرصت على أن تظل محتفظا به، تراعيه كطفل خديج، تربت عليه وترضعه الحب، فيكبر في كنفك، وفي لحظة تفتش عنه بين ضلوعك فلا تجده. تبحث عنه بقلب ملتاع، تتحسس الجدران وتطرق الأبواب وتتبع رائحته التي مازالت عالقة بصدرك.
ترك مخدعه ومضى، تاركا فجوة، تعوي فيها الريح؛ ليرى العالم الذي حرمت عليه أن ينخرط في زيفه.
فتجده وقد سكن بيتا غير بيتك وآوى إلى قلب غريب.
تنتابك لحظات من الحيرة والكثير من الأسئلة التي لاتجد لها إجابة سوى في كلمة قد تلفظ بها..
الحب
ذلك الرباط الذي ربطه بوليف ليس على شاكلته
ولست راض عنه تماما ولكنه يريده دون سواه.
تراقبه وتتمنى له السعادة .
وترضى بأمر لاتستطيع رده. تسمع ضحكاته تارة وبكاؤه أخرى، مرة يرقص منتشيا وأخرى يغرق في الحزن.
يقبل رأسك ويحتضنك مساء وفي الصباح لاينظر إليك. تشفق على فرعه الغض.
تحدث نفسك قائلا: صغيري الآن خبر الحب
ومابين اللوعة والروعة يتقلب.
ويحدث ما تخشاه. يأتيك مضرجا بدموعه، يجر يديه المنكستين خلفه وقدميه ذاهلتين.
يحمل أجزاءه المبعثرة يضعها أمامك، فتضمها حتى تلتئم وهو يقسم ألايعود وأنه كفر بالحب.
ترتق شقوقه حتى يلتئم. وفي غفلة يهب نسيما، يجعله يترنح فوق كتفك كطائرة ورقية، كانت تنتظر أن تفك لها الخيط؛ لتتفلت راقصة.
يهرب منك؛ ليلتقى قدره الذي تتمنى أن يكون هذه المرة على قدر قلبه.