لم يكن مقدر لهما أن يقتربا. كانت كشجرة خريفية، جف ضرع الحب فيها وهو كغيمة قد امتلأت بغيرها.
يسيران كشريطي القطار. يتجاوران، يتشابهان ولكنها أبدا لايتقاطعان .
تعانق الكفان، طلبا للدفء في صقيع الوحدة.
بعيون تسبح في نهر الامل وشفاه ترتعش فوق صفحتها ابتسامة حيرى.
يمضيان بأمل كذوب، طلبا لتلاق مزعوم، ولكن ليس كل بارقة تجود بمائها.
تفرقا في درب قد قايض نهايته، بفتات يابس لا يسمن ولا يغني من جوع.
أخذهما قطارا الحياة، كل في طريقه وإن ألقى كل منهما في روح الآخر بعضا منه، إلا أنهما أدركا أنه وسط هجير الحياة، لا ظل لهما إلا أيديهما المجردة.