ونحن صغار خوفتنا أمي من الأغراب جمعتنا يوماً انا وأخواتي وكنت كبراهن وقالت: لا تفتحوا الباب لغريب ولا تجعلوا رجلا يقترب منكن أو يمد يده إليكن حتى؛ ليعبر بكن الشارع.
تغلق الأبواب علينا وتمضي لزيارة إحدى خالاتي أو لإحضار شئ من السوق.
مرت الاعوام وماتت أمي وما زال خوفي من الغرباء راسخا في قلبي.
ماتت أمي ولم تخبرني أن الاذى أحيانا قد يأتيني من أقرب الناس. قد يأتيني ممن فتحت لهم بيديها الباب وأن جدران بيتنا لم تحمني يوما وأن هناك باباً، يدخل منه الآخرون دون أن نشعر.
حين نفتح عالمنا لأناس، نتعرى أمامهم من كل شيء ونكون نحن بكل ما أوتينا من حب.
نكون نحن بلا رتوش او فلاتر ونتركهم يستلقون على عشب قلوبنا الغض ثم يدهوسونه وهم خارجون ويتركوننا في العراء لا بيت يحمينا ولا جدران نستند عليها ولا أغطيه يمكن أن تحتوي هذا البرد الذي يسكن أرواحنا.
رحم الله الأعزاء ..