كائن باهت
متجمد المشاعر
يهسهس إليك بصوت رخو
يبتلع صرخاتك وأنين روحك
يلملم كل لحظاتك السيئة ونظراتك الشاردة
يجمع أشياءك الضائعة
دموعك النازفة
أوراق الذكرى التي تتطاير فوق رأسك كغربان سود
يجذب إليه كل ما يسوءك
يطبخها في قبو مظلم، تتصاعد روائحها.
تلتصق بروحك، تراودك عن نفسك
تقض مضجع أحلامك وتتداعى؛ لتشعل أحزانك
يحبسها في مؤخرة رأسك
كألم لا يبارحك
مابين الفينة والأخري
ينسل زاحفا ينثر فحيحه
ثم ما يلبث أن يعود إلى جحره
بعد أن تتمزق نياط روحك.
فتسقط في بئره
فيخرج عليها ليقتات
على ما تناثر منها
حتى إذا ما انتهى
تركك خائر القوى
تلعق جراحك
تستجدي قدميك؛ لتحملانك
تنازع بعض أنفاس الحياة الباقية في صدرك
لتعود ولكن أبدا لن تعود كما كنت
تحاول أن تتعرف على أنت الجديد
العائد من حروب وانكسارات
أنت الذي يحاول أن يعتاد على الوحدة وتجرع المر
أنت الموصوم بالوجع الذي لا طاقة له على فقد جديد
حتى ترضى بنسختك الباهتة.