“أمضيت فترة طويلة من طفولتي في مدينة السويس بحي الأربعين بحارة محمد عبده ، لا أفهم كيف ينام الكبار ليلة العيد بسهولة؟ كيف ينامون من الأساس؟ كنتُ أجهز ملابسي وأفردها أمامي ولا أعرف للنوم سبيلًا من عظمة سعادتي حتى أستيقظ قبل الجميع وأرتدي الملابس والحذاء الجديد وأتوجه أنا ووالدي رحمة الله عليه لصلاة الفجر ، ثم نعود للشقة وعند سماع التكبيرات نعود تارة أخرى للمسجد وأقضي أيام العيد الجميلة الرائعة مع أقراني وجيراني وننتقل من مكان إلى مكان كي نستمتع بكل لحظة في العيد..
كبرت الآن وفهمت كيف ينام الكبار ليلة العيد بسهولة، ولكني مازلت أتذكر كيف كُنت وكيف عشت الأعياد، تمر الذكرى على خاطري وابتسم، وأرى الأطفال سعداء فأفرح لهم، ستبقى هذه الأيام خلوداً يستعصى على النسيان .
ليتني عندما كبرت لم أكبر على العيد .”