أتذكر قبل موت الكاتب العالمي الكبير ""نجيب محفوظ"" وبعد حصوله علي جائزة نوبل في الآداب أنه رحمة الله عليه كان يجلس في نادي القصة وحضرت خصيصاً لجلسة في حضرته مع الكتاب صغار السن أمثالنا وقد سألته :أديبنا وكاتبنا الكبير أريد أعرف رأيك فيما كتبت فرد عليَّ مقتضباً: أولاً أنا اسمي نجيب محفوظ ولا أحب أن يناديني أحداً بغير ذلك هل رأيت أحداً من العظماء يقول أنا عظيم أو خبير يقول هأنذا لابد نحن أن نسمو ونرقى مجردين بأسمائنا وعلي المتلقي منا أن يحكم علينا بتجربتنا ومرحلتنا التي وصلنا لها ، ولنا في طه حسين ، وعباس العقاد القدوة التي نقتفي بأثرها .
أقول هذا الكلام والتعليق بما لاحظت من لغط ومسميات كبيرة وفخمة يمنحها كل شخص لنفسه هنا عبر التواصل الاجتماعي ، فمثلاً نجد مجرد شخص عادي جداً لا علاقة له بالصحافة ولا يعمل في مجالها يصور فيديوهات ويدعي بأنه جريدة كذا وكذا و يذيل اسمه بالكاتب الصحفي أو الاعلامي الكبير ، ولا أدري متي صار صحفياً أو كاتباً في غفلة من الزمان!؟ ، وغيره يكتب الشاعر والكاتب والروائي والباحث والناقد والمؤرخ ، ضحكت كثيراً مع نفسي وفي سريرتي أن الكل يريد في زحمة الفوضى وخرق الزمان وعتمة الحياة الثقافية والاعلامية وشبورتها وضبابيتها أن يفرض نفسه علينا لنجد في نهاية المطاف كائنات ومخلوقات غريبة وعجيبة خلعت علي نفسها تلك المسميات ، وعندما تأتي لتسمع أو تناقش هذا المدعو تجده لا يدرك من الأمر شئ قط سوى أنه دفع مبلغ لجريدة صفراء ليحصل على كارنيه عضوية الصحافة باسمه ورقم بطاقته وهو في اعتقاده أنه صار في مصاف أعلام الصحافة الكبار فتنشر له كل عدة أشهر أخبار محافظته التي يعمل بها موظف لا يقل عن دبلوم او بكارليوس لا علاقة له بالاعلام قط لينزل بعدها عدد متدني وتافه ومكرر ومنسوخ من مواقع أخرى.
أما باقي النشر فهو
اليكترونياً لكنها في النهاية هي خرق للذوق العام ووقوفاً أمام الغير ببجاحة ووقاحة كي تثبت لنا أن الشجرة التي ليس لها جذور سرعان ما تنقشع وتنجلي علي حقيقتها وتلقى بها بعيداً في مزبلة التاريخ ،كما سيضرب الكثير منهم ومنهن بالنعال علي أم رأسه ويبصق عليهم ، ويصيرون مضحكة من الجميع ، ومن ناحية أخري أقرأ لقامات وكتاب كبار لكنهم ما فكروا أن يضعوا قبل اسمهم يوما القاباً تشبه الحمل الكاذب لبعض الكذابين والمنافقين والرقاصين في هذا الزمان الذي قارب أن يكون كالهرم المقلوب .