رحلوا الصغاري في الصباحِ مُبَكِّرًا
والنورُ يُشرقُ في عيونِ الزائرِ
حملوا الحقيبةَ والحُروفَ بأمالِهم
لكنَّ دربَ العَودِ كان الآخرِ
نادى القطارُ فلم يُجِبْهُ مُرشدٌ
والدهرُ يمضي لا يهابُ الخاسرِ
دهسَ الطفولةَ دونَ قلبٍ خاشعٍ
وتركَ في الأرضِ الحنينَ يُسافرِ
ناموا الصغاري فوقَ سُحْبٍ ناعِمَة
والطهرُ يزهو في الجِنانِ الطاهِرِ
هم عندَ رَبٍّ لا يُضيّعُ عهدَهُ
جنّاتُ خُلدٍ دونَ خوفٍ عابرِ
فابكوا لهم، لكنْ دعوا أحلامَهم
تحيا بنورٍ في قلوبِ الصابرِ
قد غابَ جسْمُهُمُ، ولكنَ اسمَهُم
يبقى كضوءِ الفجرِ فوقَ الدَّفاتِرِ
بكل حزن وأسى ننعى أطفالنا الذين رحلوا في حادث القطار المأساوي ببئر العبد فهم أطفال كانوا يحلمون بغدٍ مشرق فأصبحوا طيورًا في سماء الرحمة شهداء البراءة والطفولة.
لا كلمات تكفي ولا عبارات تواسي لكننا نرفع أكف الدعاء أن يربط الله على قلوب ذويهم ويجعل أبناءهم شفعاء لهم يوم القيامة.
رحمكم الله يا ملائكة الأرض وجعل مأواكم الفردوس الأعلى وألهم ذويكم الصبر والسلوان.