قصيدة
-------ـ--
على عجلٍ .. و فى جلسةٍ
عقدتها العقاربُ ضدى
أقررُ وحدي
بأنني سوف اختصرُ
الزمنَ العبثيِّ.
و أرحلُ صوبَ النهايةِ
التى ستكون نهايةَ عمري.
أركضُ للجسدِ المتباعدِ عن روحه
ثم أرنو إلى جبلٍ لا يصاحبه غيرَ سفحٍ
له شكلُ طيرٍ و صمتِ البوادي.
أتحجرُ كالتبرِّ كما النجمةُ الهاربةُ
أنادي
أيا قمراً فى سماءِ بلادي
و يا قِبلةً تسطُعُ الآنَ
حولَ الشوارع
يا غيمةً تُمطِرُ الحبَ من نخلةٍ
فتزورها باليواقيتِ كلُ الأيادي
سأرسمُ قلباً لوجه الثُريا
و أرسمُ طفلاً تحاصره
غضبةٌ للسحاب
وأكتبُ صوتى فى رحلةٍ للكلام
فليت الفوارسَ ترسو على جسدي
و ليت احتراقي دوماً
يخبئه القاسي مزدهياً بالسراب
و ليت الزمانَ الذى أصطفيه
هو الآنَ حُلمي دونَ ما واحةٍ من خراب
ألا يا همومي الكبيرة فلتزهري
لماذا الأحبةُ يرتحلون ؟
لماذا الأبوةُ تَسقي الرمادَ لأولادها ؟
و لماذا الذى أبتغي أن يكون لا يكون ؟
سأختارُ ركناً من الأرضِ يُشبهُني
ضاق بى العمرُ و اختلط الأمرُ
أهلى حينَ أباحوا دمي
ارتشفوا خمرَهم من عبابي
ومن أدمعي هيئوا منزلاً
و ازدهر حينما ضيعوني
و صاروا مزاد اكتئابي
أغثنى اللهى .. أغث قدري
حُلمي.. ما تبقى من الروح
يا أيها البحرُ ارأفْ بحالِ اللآليء
و ارفع مداكَ البهي سماء
بها تزدهي وردةً لشبابي
صلاتي للأنقياء
غنائي للصابرين
لأحلى العصافير
أنقى الورودِ و أبهى قمر
كأني عُشبً يُدارُ بكركرةٍ
لحقولِ السهر
كأني سوسنةٍ ضيعتها شدةُ ريح
رماها الندى للسهر
ومن قلقِ تاركٍ
سأشكو
غربتي بأنَّ الليالي أراقتْ
حروفي
و أدمتْ يدي لأبقى حجر
سلامٌ على امرأةً تحتويني
سلامٌ إلى بَذرةِ الحبِّ مغروسةٍ
فى عيوني
سلامٌ على طفلةِ الروحِ أو زنبقِ الدرب
مختبئاً فى جفوني
سلامٌ إلى زمنِ الصدق
حين يتركني حافلاً بالرؤى
و مزدهراً بجنوني