صلاح عبد الصبور، ملك الكلمات الذي اختير من أفضل مائة شاعر عالمياً ومات بسبب كلمة.

حسن غريب

صلاح عبد الصبور .. شاعر متميز من أهم رواد الشعر العربي، كتب القصيدة والمسرحية الشعرية، كان نموذجًا للخلق والمبادئ حتى إنه عندما اختير رئيسا للهيئة المصرية للكتاب أكبر جهة لنشر الكتب رفض أن يصدر له ديوان عنها طالما هو رئيس لها.

كما أنه فتح بابًا جديدًا في مسيرة الشعر العربي فقد كان واحدًا ممن خرجوا من عباءة القصيدة الكلاسيكية ليحفر مسارًا جديدًا في نهر الشعر.

ولد الشاعر محمد صلاح الدين عبد الصبور الحواتكي في مثل هذا اليوم 3 مايو عام 1931 بمدينة الزقازيق، ورحل في عام 1981، تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1947 وعمل مدرسًا بالمدارس الإعدادية لمدة خمس سنوات، لينتقل بعدها للعمل بالصحافة في مجلة روز اليوسف ومنها إلى جريدة الأهرام.

وفي عام 1961 وبعد التأميم عُين بمجلس الدار المصرية للتأليف والترجمة، وانتدب مديرًا للنشر في وزارة الثقافة، ثم مديرًا عامًّا لهيئة الفنون ثم رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبعد حرب أكتوبر عين مستشارًا ثقافيًّا بالهند لمدة أربع سنوات.

لقاء أول أغنية

كان صلاح عبد الصبور عضوًا من ثلاثة فكتب الأغنية مع الثنائي الشاعر محمد حمزة والمطرب عبد الحليم حافظ الذي غنى له أول أغنية يغنيها في الإذاعة "لقاء".

أصدر "عبد الصبور" 6 مجموعات شعرية بدأها عام 1957 بإصدار أول قصيدة له بعنوان "شنق زهران" "ثم تبعها: الناس في بلادي، أقول لكم، أحلام الفارس القديم، تأملات في زمن جريح، سجى الليل، الإبحار في الذاكرة، وأخيرًا أصدر صلاح عبد الصبور ديوانه "عمر من الحب" وهو مقتبس من مجموعة دواوينه".

مأساة الحلاج

كما قدم في حياته الأدبية 13 مسرحية شعرية قدم معظمها تمثيلًا على خشبة المسرح القومي أشهرها مسرحية "مأساة الحلاج"، الأميرة تنتظر، ليلى والمجنون، بعد أن يموت الملك، رحلة على الورق، كتابة على وجه الريح، مسافر ليل، كما قدم ترجمات لبعض المسرحيات العالمية منها سيد البنائين لإبسن، حفل كوكتيل لإليوت، واطلع صلاح عبد الصبور أيضًا على كتابات وأعمال الكتاب الإيطاليين، حيث تأثر صلاح عبد الصبور بالكاتب الإيطالي الشهير لويجي بيرانديللو، ويظهر ذلك في أعمال عبد الصبور خاصة مسرحيتي "ليلى والمجنون"، و"الأميرة تنتظر ".

صياغة أشعار مسرحية برما .

ولموهبة صلاح عبد الصبور البارزة أسند إليه إعداد وصياغة أشعار مسرحية "برما" للكاتب الإسباني لوركا والتي قدمها المسرح المصري في ستينيات القرن الماضي.

كان صلاح عبد الصبور شخصية جريئة لم يخشَ أحدًا كانت له آراء ثورية عرف بها ولما صدر قرارًا بتعيينه رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة المصرية للكتاب كوظيفة حكومية كبرى وأثناء سهرة في منزل الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي تهكم عليه الرسام بهجت عثمان بكلمات قاسية على النفس متهمًا إياه بتخليه عن مبادئه مقابل الوظيفة الرسمية، فلم يحتمل الشاعر الرقيق صاحب القلب الطيب الهادئ ومات صلاح عبد الصبور في تلك الليلة إثر نوبة قلبية في مشهد مأساوي، بالرغم من موقفه الجريء حين رفض تخصيص جناح لإسرائيل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقدم استقالته من رئاسة هيئة الكتاب وتركها على مكتبه، ولم تقبل.

واحد من أهم الشعراء في العالم

حصل صلاح عبد الصبور على جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيته الشعرية (مأساة الحلاج) عام 1966، كما حصل بعد وفاته على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعتي المنيا وبغداد، واختير اسم صلاح عبد الصبور -الشاعر العربي الوحيد- في موسوعة أوكسفورد للألفية، ضمن أهم مائة شاعر عالميا، الذين أثروا البشرية منذ بداية تاريخها المكتوب.