يا لَهَا من أنثى خُلِقَتْ من سُلالةِ النور،
في وجهِها مسحةُ السَّماءِ، وفي قلبِها لهبُ العطاءِ المغمور.
سَقَتِ العمرَ تضحياتٍ حتى ذوى زهرُ الشبابِ على كفّيها،
وأَزهرتْ أرواحُ الآخرين من دموعِها وسُقياها،
ثم انصرفوا عنها كالرِّيحِ حين تفرغُ من رسائلِها،
وما علموا أنّها كانت تُورِقُ فيهم وهي تذبلُ في نَفْسِها.
نومُها خفيفٌ كصَوتِ المَلَك،
إذ تَسمعُ نداءَ الفجرِ في أحلامِها فتنتبهُ بوقارٍ وذَكاء،
رَقيقةُ الطبعِ في الغضب، تَثورُ كالرعدِ للحقّ،
لكنَّها ما تلبثُ أن تسكنَ كما يهدأُ الموجُ بعدَ العاصفة.
تَغارُ كالمُحبّةِ الأولى، غِيرتها خوفٌ لا طمع،
وحبُّها جِدٌّ لا لَهو،
إذا أحَبَّتْ أوفت، وإذا وَعَدَتْ صَدَقَت،
وفي الخجلِ تَخفي من الحياءِ ما يُرهِفُ الحُلمَ في عيونِها.
تُرى مغرورةً لمن لم يَعرفها،
لكنها في بواطنِها ألينُ من النسيم، وأصفى من الغدير،
تبغضُ الكذبَ والنفاقَ كما يَبغضُ النورُ ظِلَّه،
وتُجيدُ التناسقَ كما تُجيدُ السُّحُبُ رَسمَ المطرِ على المدى.
هي التي خَذَلها الحَظُّ لأنَّه ضَعيفٌ عن مَجاراةِ عزيمتِها،
وحَسُّها مِغناطيسُ الأرواح،
تَشعرُ بكَ قبلَ أن تَشكو، وتُدركُ ما تُخفيه نظرتُك قبلَ أن تَنطِق.
رُومانسيَّتُها رَوضةٌ تَعبقُ بالأُنسِ،
وصوتُها في الحبِّ يُشبِهُ ترتيلَ الوردِ على نايِ المساءِ.
تُحسِنُ إلى الناسِ وإنْ أساؤوا،
وتَزرعُ الورودَ في الطُّرقِ التي مَرَّتْ بها القسوة،
قويّةٌ لا تَنكسر، ناعمةٌ لا تُستَضعَف،
تَحمِلُ في ملامحِها بَريقَ أُنثى، وفي مَشيتِها وَقارَ مَلِكَة.
إنْ مَضَتْ على الأرضِ أَزهَرَت،
وإنْ نظَرَتْ إلى السَّماءِ خَجِلَ القمرُ من نُورها،
فهي مَلِكَةُ كلِّ زمانٍ ومكان،
تَسكُنُ بينَ الكبرياءِ والحنان،
بينَ الطُّفولةِ والعَقل،
بينَ البساطةِ والفخامة،
كأنَّها سِرٌّ من أسرارِ اللهِ في خَلقِ الجَمال. 🌿👑






































