بالأمس كنت في لقاء عبر قناة النيل الثقافية ولمدة ساعة تحدثت فيها عن واقعية اللغة في الحوار القصصي والروائي وقدمت نماذج لبعض الكتاب في القصة والرواية ، ثم جنحت لا إراديا على المشاكل التي نعاني منها في العريش خاصة وشمال سيناء عامة ، تناولت مشكلة الغاز ونحن نستقبل بها شهر الرحمات والعفو والناس الغلابة والفقراء يصرخون ويتوجعون من ارتفاع ثمن أنبوبة الغاز واستلامها بعد ١٥ يوم من تسليمها وعن بعض التجار الجشعين في ارتفاع ثمن ملء الأنبوبة والازمة التي اجتاحت معظم مدن شمال سيناء وخاصة العريش ورفح والشيخ زويد ، ثم تحدثت عن أزمة المياه والكهرباء والحظر الذي تم تجديده ، فما كان من بعض ماسحين الجوخ والأحذية أن اتصل بمداخلة علي الهواء مدعيا أن كلامي غير صحيح فأزمة الأنابيب تم حلها خلال أيام وحاليا لا يوجد مشكلة ووقتها انفعلت لتكذيبه كلامي فما كان من مداخلة جديدة تؤكد استمرار المأساة حتي وقتنا هذا ونستعد لجمع الحطب والطبخ عليه ، وبعدها اتصلت سيدة اكدت المعاناة والمكابدات التي تعانيها واسرتها من أزمة الانابيب بحي المساعيد وجشع بعض التجار في ثمن ملئها ليصل خمسين جنيها كي تسلم خلال اسبوعين بدلا من شهر ، ثم اتصل احد المنافقين والكاذبين ومن يريد تجميل صورة المسؤلين هنا قائلا مشكلة الأنابيب انتهت خلاص اما المياه فتصل بانتظام والكهرباء لا تنقطع الا دقايق فقط ، أما الحظر فهو أمر حتمي وطارئ للقضاء علي الارهاب ، ولتنظرون الي قمة الكذب والنفاق والناس هنا تعلم جيدا أن كل من حاول تكذيب كلامي فهو مدفوع وربما مأجور للرد والنفي بكلامي إنما تبقي الحقيقة ورد أهل الضمير بكلمة حق وصدق لوجه الله ، لدرجة أن الاعلامية نهاد الحديني التي تدير الحوار معي والحلقة وجدت نفسها في حيص بيص من تحويل البرنامج ثقافي الي مشاكل ، وكانت في حالة دهشة لكل هذا النفاق والكذب من بعض المداخلات ، وفي النهاية اتصلت صديقة واخت تعرفني وقالت اقسم بالله انا اخدت الانابيب بتاعت بيت اسرتي وروحت مع زوجي سفر 90 كيلو للمستودع في بئر العبد من الصبح ورجعنا بيها مليانة اخر النهار فما بالك في الناس المحتاجين والغلابة هيجيبوا سيارة من فين يسافروا بيها ٩٠ كيلو لملء أنبوبتهم ، المهم بعد انتهائي من اللقاء، كنت غالقا الهاتف بناء علي تعليمات مخرج اللقاء ، فوجدت ارقام كثيرة قد رنت عليّ لا اعرفها ومن طبيعتي لا ارد علي اي رقم غير مسجل عندي فما كان من احدهم ان قام بارسال رسالة لي يطلبني بالرد لامر هام ، ولما رديت عليه وجدته شخصية كارتونية منتفخة عالفاضي بيسألني أنت عندك مشكلة يا استاذ حسن في أنبوبة الغاز أو أي مشكلة تانية فرديت عليه لا طبعا فقال وهو منفعل امال مالك عامل شوشرة ملهاش لازمة ليه من اربع تحقيقات صحفية عن أزمة الغاز ونشرها في اكثر من صحيفة للقاءك اللي في التليفزيون ده ، فقلت له عشان الناس الغلابة واناتها واوجاعها فقالي ياعم الله يكرمك انت مش هترجع زمن المعجزات ولا الصحابة خليك في حالك وريح نفسك أحسن لك وأغلق هذا المنافق القذر الهاتف ، ولا تعليق لي بعد كل هذا الحوار سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مسؤل يقصر ويتجاهل في حقوق الناس الغلابة وينتقم منه بس .
الناس دي مش خايفة من البشر تخاف من ربها اللي ممكن يقلب الدنيا في لحظة والله عليهم قادر علي كل شئ ولينا عبرة وعظة فيمن سبق فضحهم وخزيهم وحسرتهم وندمهم علي ما قدمت ايديهم .