شاهدت بشارع الواحة القريب من محطة بيبسي المطري بأبي صقل بالعريش ، موقفاً أذهلني وحرك مشاعري بقوة .. كنت قد ترجلت من الميكروباص في طريقي إلى لجنة امتحانات مدرسة حمدان الخليلي القريبة من هذا المكان وجدت عن يميني رجلاً "مجذوباً" عرياناً يقف مرتجفاً من شدة البرد فقد كانت الساعة الثامنة إلا الربع صباحاً في يوم شديد البرودة .. لم يكن منظر الرجل العريان هو ما أذهلنى لأننا تعودنا أن نراهم فى شوارع بلادنا كثيراً .. المذهل حقاً حدث عندما أقتربت من الرجل المجذوب العريان المرتجف سيارة سوزوكي ربع نقل يقودها رجلاً في الستين من عمره تقريبا، يبدو عليه ملامح الفقر فهو في النهاية سائق لسيارة تنقل وتوزع أنابيب البوتوجاز .. وقف بسيارته أمام الرجل العريان وبدأ في خلع ملابسه مبتدئاً بالبنطلون ثم البلوفر وما تحته حتي صار تقريباً بملابسه الداخلية في الشارع .. وبدأ يلبس الرجل المسكين المجذوب العريان قطعة قطعة من ملابسه !!!وقفت لأشاهد المنظر العجيب فقد كنت محظوظاً أن أمر في تلك اللحظة الإنسانية العجيبة عندما يكسي فقيراً رجلاً عرياناً .. وبعدما أطمئن السائق الفقير الغني جداً بمشاعره ومحبته الكبيرة التي لا توصف ،أن المجذوب أرتدي كل الملابس هم متوجهاً لسيارته فرحا وسعيد كمن يرتدي ملابس العيد .. ودخل سيارته عرياناً بعد أن كسى الفقير بملابسه وقاد سيارته فأنتظرته لأقول له كلمة وفتح زجاج سيارته لأحادثه وقلت له " الله سيعطيك ليس ملابس جديده ولكنه سيسترك لأنك سترت هذا العريان المسكين وسيعطيك حتماً حسب قلبك الطاهر العمران بالإيمان والمحبة العملية فرد علي وقال لي : محدش عارف بكره فيه أيه يا أستاذ .