تعرضت اليوم لموقف أحزنني بل آلمني أشد الألم عندما اختارني الله كي أشاهد مأساة أحد رجال صفوة المجتمع يبحث عن حياة كريمة بين أكوام القمامة ورغم ذلك لم يجدها
فأثناء نزولني من بيتي كعادتي كل يوم لاحظت تكدس اكياس من القمامة أسفل بيتي في حي الريسة ، بحثت عن عامل النظافة فلم أجده ، الا أنني فوجئت برجل يبحث عن الكراتين الفارغة بين أكياس القمامة وعندما نهرته عن ذلك مشي
لكنه رجع وسألني لو أنا من الحي أناشد شركة النظافة أن تصرف للعمال راتبهم الشهري حيث أنهم من شهر رمضان لم يحصلوا علي رواتبهم ، فعلمت أنه يعمل في شركة النظافة بعد إحالته للمعاش ويجمع الكراتين من الشوارع بعد انتهاء ورديته لكي تعينه علي الحياة
لكن العجيب والمحزن عندما سألته عن عمله السابق تبين أنه كان معلم لغة عربية بمدارس التعليم الأساسي ، وقبل إحالته للمعاش بثلاث سنوات عمل مديراً لفترة مسهبة لإحدى المدارس في مدينة العريش ، وبعد المعاش اضطر للعمل في جمع الخردة والكراتين لكي يصرف علي أولاده وزوجته ، لأن معاشه ضئيل لا يكفيه وأسرته
ظننت أنه يريد أن يستميل عطفنا بحكاية من خياله لكنه لم يشعر بالحرج وأخرج من جيبه بطاقته الشخصية التي ما أن قرأتها حتي تأكدت أنه مربي فاضل قضي عمره في تعليم أجيال عديدة وتخرج من تحت يده طلاب وطالبات بالتأكيد بعض منهم إن لم يكن غالبيتهم في مراكز مرموقة في المجتمع لا يرضيهم أن يشاهدوا معلمهم في هذا الموقف الذي لو تعرض له أي معلم أخر في أي بلد تقدر العلم والمعلمين لتم تكريمه بمعاش يليق بمكانته ووضعه كمربي فاضل في المجتمع
لكنه خرج من عمله بمعاش لا يكفل له حياة كريمة ولا يحفظ له مكانته في صفوة المجتمع ، ورغم ذلك كان راضي بما يكسبه من مال حلال في الوقت الذي تشن فيه الأحياء حملات لمصادرة الكراتين و الخردة التي يجمعها لبيعها بجنيهات زهيدة ينفق بها علي أولاده البائسين ،
الحكم لكم
إضافة لابد منها
أتمني من اللواء الإنسان خالد مجاور محافظ محافظة شمال سيناء أن يرسل في البحث عن هذا المعلم الفاضل الذي رفضت أن أحفظ اسمه لكنه معروف لدي سجلات شركة النظافة وأن يتم تكريمه بعمل يتناسب مع قدره ومكانته بعيداً عن أعين صفحات التواصل الاجتماعي مراعاة لشعوره وشعور عائلته .