مرحباً يا قلم.. وأهلاً بكل من يمسك بك، كمن يعانق منجلاً أو يراقص حبيبه، وطوبى لمن أعتق بأثرك فراشات أرواح من نار اللاشيء وثقل كل شيء..
أشكوني إليك أيها السامي، أشكو فراغي الذي خلا منك ولم يخل من ألم المنفى، لا يجب على المنافي أن تكون بعيدة أو قسرية حتى تسمى كذلك، يكفي أن تكون موحشة مقفرة جدباء، وأن يُشعر فيها وكأن غربة تحيط بالروح من كل صوب؛ فكيف إذا كان هذا المنفى داخل النفس؟
أنت تفهم ما يجول بخاطر الحبر، لذا أجزم أنك تقرؤني، كما تقرأ في ارتباكي ما أهم بكتابته، ثم ما تسعفني يدي، أو لا تسعفني به.
لا أدري لم هذا الشعور بأنني عدت أحبو؟ وكأني ما مشيت يوماً في خيالاتك، ولا صعدت حتى غيومك ثم جعلتها تمطر على هدي قلبي وما يشاء.
يا حبيبي الأول، ويا كبد حقيقتي، وصفو أيامي..
هل تأخرت؟ هل ابتعدت إلى حد ضراوة العودة؟
أتوب عن عقوقي وأنظر صفحك، وفي انتظار خيط شمس تمده إليّ، أصلي، وأسبح باسم الرب الذي علّم بك.