لِفَخامَةِ الأَيَّــــــــامِ قَـــــولٌ يُنْشَرُ
حَتَّى تَعُمَّ السَّهلَ مِنــــهُ وَالجَــبَلْ
وَلِعِـــزِّ هَذِي الجُمعَةِ المَولَى خَلَقْ
خَيْــرًا يَفِيضُ عَلَى الوَرَى وَيَنْتَقِلْ
وَأَتَتْ كَأَصلِ النُّورِ تَرنُو حَولَنــــــا
وَعِظَاتُهَـــا فِي كُــــلِّ قَلبٍ تَكْتَمِلْ
هُوَ يومُ مَجـــدٍ بالضِّيــــــاءِ مُكَلَّلُ
والكَوْنُ فيهِ إلى السَّمَاءِ قَدِ ارْتَحَلْ
وَجَلَتْ بِشاشَتُهُ ضِيـــــاءً سَرْمَدِي
كُلُّ القُيودِ على المَكــانِ لَهُنَّ حَلّ
فَافْتَحْ جَنــاحَ الرُّوحِ فيهِ وحَلِّقَنْ
إذْ لا يُعَكِّــــرُ صَفوَ عَهدِكَ ما عَمَلْ
والخَلقُ فيهِ على المَنارِ وُجوهُهُمْ
تَبْدو كَنَجــــمٍ فوقَ مَغرِبِهِ اسْتَهَلّ
فَلَهُ المَواسمُ حينَ تُذكَـــــرُ رَحْمَةٌ
والقلبُ فيهِ لِوَجـهِ خالِقِهِ اعْتَدَلْ
فيهِ مَلائِكَــــةٌ عِظـــــــامٌ تُبكِّـــــرُ
تَكتُبُ خُطوَةَ مَن لِلخَطوِ قَدْ بَذَلْ
وكذا الصَّـــــــلاةُ على النَّبيِّ فإنَّها
نُورٌ يَفيضُ على الأنـــــامِ وَيَنْهَمِلْ
تُتلى الكهُوفُ فَتَستَضيءُ قُلوبُنــا
كَالنَّبعِ يَجرِي في مَسارِبِهِ وَيَعْتَدِلْ
هُوَ عِيــــدُ أُمَّةِ أحــــمَدٍ فيهِ الهُدى
يجلو القلوبَ كأنّهــــــا شمسٌ تجَلْ
فيهِ التـــــآلُفُ، والسَّكينةُ، والرِّضـا
ومَواطِنُ الفضـلِ التي لا تَرتَحِــــلْ
هذا سَنا الجُمُعةِ الذي جَـلَّ ضِياؤُهُ
فيه السَّمـاحَةُ والسُّنَى لِمَنِ امتَثَــلْ
فـاجعَلهُ زادَكَ مــــا حييتَ فـــــإنَّهُ
نَبضٌ مِنَ الرَّحمنِ مــا خَفَقَ لَمْ يَزَلْ




































