كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع أشرف الكرم 📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات

📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة

آخر الموثقات

  • بقايا بشر
  • ما اجملكِ 
  • أكتب كي لا أضيع
  • صرخات الظلال
  • استمارة أمل 
  1. المنصة
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسين العلي
  5. قصة قصيرة: ( كسر العُكاز )
⭐ 5 / 5
عدد المصوّتين: 1

لم يكن الصمت في الغرفة غياباً عارضاً للضجيج، بل كان نصلاً بارداً يمر ببطء فوق عنق كبريائه، يقطر في مسام الوقت سُمَّ الحقيقة التي أنكرها طويلاً. في تلك الزاوية المنسية من الليل ، كان يقف شاهداً على انكسار آخر قنديل في محراب أوهامه؛ فقد أدرك بعد خراب البصيرة أنَّ أفتك أنواع الموت لا يسكن القبور، بل يقطن في ومضة هاتف ، تربع فوق رصيف انتظاره المتآكل، يرمق شاشة هاتفه . كان الصمت في الغرفة كائنا يقتات على ما تبقى من وقاره، يمد مخالبه في زوايا الروح ليحفر فيها حقيقةً لم يعد إنكارها مُجديا: إن الانتظار ليس سوى احتضار بطيء لفكرة كانت تدعى الوفاء، وأن الوقوف على عتبات الألم ليس إلا نوعا من الانتحار الذي نمارسه بكامل أناقتنا العاطفية.

كان يجلس بجسد يابس كأنما قُدَّ من صخر الخيبة، يرمق ذاك الجهاز المسجى أمامه كضريح من زجاج أسود، يختزل في عتمته وجوه أولئك الذين صَيّر من عروقه جسوراً ليعبروا، ومن شمس شبابه دِثاراً ليصطلوا، ومن جزالة قلبه معجماً يرمم ما تكسر في لغاتهم. كان فكرة تُذبح على عتبة الواقع، ورجلاً أضاع عمره وهو يحرث في بحر النكران، بانية كفاحه صروحاً للآخرين، بينما ظل هو يتيماً في العراء، يقتات على فتات ذكريات لم تعد تمنح دفئاً.

 

بين عينيه وبين الشاشة المطفأة، دارت رحى معركة صامتة؛ معركة رجل اكتشف فجأة أن "الطيب" الذي كان يظنه تاجاً، لم يكن في أعينهم سوى "عكاز" يتكئون عليه ريثما تشتدُّ سُوقُهم، فإذا ما استقام العود، كان أول ما كسروا هو ذاك العكاز. هناك، وعند تلك النقطة الفاصلة بين السقوط والقيامة، لمعت في سواد عينيه شرارة لم تألفها انكساراته السابقة؛ كانت شرارة الاستغناء التي توشك أن تحرق بيادر الذل، وتُعلن ولادة إنسان جديد، قرر أن يغادر عتبات الألم، ليسير فوق حطام آلامه بقدم ثابتة، وقلب لم يعد يرتجف لغياب أحد.

 

لم يكن مجرد إنسانٍ ينتظر، بل كان فكرةً تُحتضر. لقد أمضى سنواته وهو ينسجُ من خيوط روحه دثاراً للآخرين. كان الصديق الذي لا ينام إذا تأوه جارُه، والابن الذي صير عمره عتبةً ليرتقي فوقها طموحُ ذويه، والحبيب الذي لم يترك لغةً في المعاجم إلا وطوعها ليرمم بها انكسارات من يحب.

 

لكنه اليوم، يجد نفسه وحيداً في مواجهة الحقيقة العارية: الانتظار هو أرقى أنواع الموت البطيء. تأمل انعكاس صورته في مرآة خزانته ، فرأى رجلاً غريباً عنه. تذكر كيف كان يبرر غيابهم؛ يقول لنفسه: 

 

"لعل الشواغل أذهلتهم، لعل الخطوب أعجزتهم"

 

 لكنَّ الحقيقة كانت أشدُّ مضاضةً من وقع الحسام المهند. الحقيقة أنهم لم ينسوه سهواً، بل استثنوه قصداً. لقد أصبح في حياتهم خياراً ثانوياً يُلجأ إليه حين تضيق بهم السبل، ويُلقى على قارعة النسيان حين تورق بساتينهم.

 

عصر قبضة يده حتى ابيضت مفاصله. شعر بحرارةٍ تجتاح صدره، لم تكن حرارة غضب، بل كانت شرارة الوعي الذي يأتي متأخراً كالمطر في أرضٍ محترقة. تذكر ذاك الصديق الذي اتكأ على طيب قلبه لسنوات. كان يأتيه مثقلاً بالديون والهموم، فيجد عنده الصدر الرحب واليد المعطاء. وبمجرد أن استقام عوده، واشتد ساعده، صار يرى فيه شاهداً على ضعف قديم، فأراد مغيب وجهه ليُدفن معه تاريخ انكساره.

هنا، وقف أمام الجملة التي غيرت مجرى تفكيره:" من يستثنيك استثنه"

 

لقد كان يظن أن عطاءه بلا مقابل سيعلي من شأنه في أعينهم، لكنه اكتشف أن العطاء المفرط لمن لا يستحق هو بمثابة تعليمهم كيف يذبحونك بسكينٍ بارد. لقد كانت النتيجة واضحة: هم ليسوا سيئين لأنهم خذلوه، بل هو من كان مخطئاً حين ظن أن الورد ينبت في سباخ الملح.

 

في تلك اللحظة من الليل، حيث يبلغ اليأس ذروته، اهتز الهاتف.

لمعت الشاشة. تسارع نبضه كطبلٍ حربي. مد يده بتردد، بلهفةٍ حاول كبحها، ليجد أنها مجرد رسالة دعائية من شركة اتصالات.

ضحك ضحكةً مريرة، جرحت صمت الغرفة كشفرة حلاقة. كانت هذه الصفعة هي المنبه الذي يحتاجه ليستيقظ من غيبوبة الوفاء الموهوم.

 

نهض من مكانه، ومشى نحو النافذة المطلة على زقاقٍ مهجور. فتحها، فاستقبله هواء الفجر البارد ليغسل عن وجهه غبار الانتظار. قرر أن يكون كاتب قصته من الآن فصاعداً، لا مجرد "كومبارس" في مسرحيات الآخرين.

 

استرجع بذاكرته كل موقفٍ تنازل فيه عن كرامته لئلا يخسرهم. كل مرة اعتذر فيها وهو صاحب الحق. كل مرة صمت فيها عن إهانةٍ مغلفة بمزاح. أدرك أن القوة ليست في القدرة على الاحتمال، بل في القدرة على الاستغناء.

 

من يستثنيك استثنه.. لم تكن مجرد نصيحة، بل صارت دستوراً جديداً.

استحضر صورة ابنه الذي جافاه، وأخيه الذي لم يسأل عن حاله منذ دهر، وصديقه الذي استغله حتى جف ضرعه. نظر إلى هؤلاء جميعاً بعين المشاهد لا بعين المشارك. رأى ضعفهم، لؤمهم، وصغر نفوسهم.

قرر

 أن "يكسر العكاز".

العكاز لم يكن مالاً ولا جاهاً، بل كان الطمأنينة التي يمنحها لهم بأن قلبه سيبقى مفتوحاً مهما فعلوا. قرر أن يغلق هذا الباب بالضبة والمفتاح. لا بدافع الحقد، فالحقد اعترافٌ بالأهمية، بل بدافع العدم. أن يصبحوا بالنسبة إليه والعدم سواء.

 

مع خيوط الشمس الأولى التي بدأت تطرد فلول الظلام، كان قد أتمَّ تطهير ذاكرته. مسح الأرقام التي لا ترد، وحذف الرسائل التي لم تُقرأ، وألقى في سلة المهملات بكل الذكريات التي تجبره على الانحناء.

خرج من غرفته، لم تكن مشيته هي مشية ذاك الرجل المحطم الذي دخلها بالأمس. كانت خطواته رصينة، ثابتة، توحي بأن الأرض التي يمشي عليها قد ملكها أخيراً. لم يعد يلتفت للهاتف، ولم يعد يعنيه إن كان ضوؤه سيلمع أم سيظل مطفأً للأبد.

لقد أدرك يقيناً أن الخذلان لم يمت يوماً للحب بصلة، وأن المحبة التي لا ترفع من شأنك هي قيدٌ يجب كسره.

مضى في طريقه، تاركاً خلفه عتبات الألم، ليمشي في فضاء السيادة. لقد تعلم الدرس الأكبر: أن أغلى ما يملكه الإنسان هو "نفسه"، ومن يفرط في نفسه ليشتري رضا الناس، سيخسر نفسه والناس معاً.

أحدث الموثقات تأليفا
صرخات الظلال

أكتب كي لا أضيع

صرخة إلى دار الإفتاء المصرية

شعر/ عُرُوجُ الصَّقْرِ فِي كَفَنِ السَّحَاب

الحنية… حين يكون الإنسان وطنًا آمنًا

المواجهة

مجهال الروح

مصر يعني الفرحه

المرحوم حيٌّ يُرزق

الجانب العلمي في حياة عبد الملك بن مروان
أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة غازي جابر
2↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
3↑1الكاتبمدونة ايمن موسي
4↓-1الكاتبمدونة حسين درمشاكي
5↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
7↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
10↓-1الكاتبمدونة نجلاء البحيري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑35الكاتبمدونة بيان هدية146
2↑26الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 83
3↑11الكاتبمدونة منى كمال185
4↑10الكاتبمدونة اسماء خوجة134
5↑9الكاتبمدونة هاميس جمال163
6↑8الكاتبمدونة سلوى محمود123
7↑6الكاتبمدونة عطا الله حسب الله106
8↑5الكاتبمدونة ايمان صلاح50
9↑5الكاتبمدونة اسراء كمال175
10↑4الكاتبمدونة محمد خوجة35
11↑4الكاتبمدونة ايمان عبد الحليم41
12↑4الكاتبمدونة ابتسام محمد67
13↑4الكاتبمدونة ريهام الخميسي72
14↑4الكاتبمدونة محمد بن زيد167
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1130
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب711
4الكاتبمدونة ياسر سلمي681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم633
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني440
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين434
10الكاتبمدونة حاتم سلامة419

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب373752
2الكاتبمدونة نهلة حمودة231515
3الكاتبمدونة ياسر سلمي208493
4الكاتبمدونة زينب حمدي180995
5الكاتبمدونة اشرف الكرم152269
6الكاتبمدونة مني امين121801
7الكاتبمدونة سمير حماد 121799
8الكاتبمدونة حنان صلاح الدين114155
9الكاتبمدونة فيروز القطلبي112710
10الكاتبمدونة آيه الغمري109458

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة ليلى سرحان2025-12-12
2الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
3الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
4الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
5الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
6الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
7الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
8الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
9الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
10الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02

المتواجدون حالياً

10461 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع