لَا تَحْسُدِ النَّــاسَ عَلَى سَعْدٍ لَهُمْ
فَالخَطْبُ فِي قِسْمَاتِهِمْ لَمْ يُظْهَرِ
وتَظُنُّ أَنَّ ضِيَاءَهُمْ سَعْــــــدٌ لَهُمْ
وفي الجَوَارِحِ جَمْــــــرَةٌ تَتَسَعَّرِ
كمْ ضاحكٍ يَبْدو مُسَـــــرًّا باسمًا
وَبِقلبِهِ وَجَـــعٌ يُؤرِّقُهُ السَّهَـــــــرِ
كَمْ مِنْ غَنِيٍّ عَيْشُهُ فَقْــــرُ النَّدَى
يُخْفِي الأَسَى بِثِيَــــابِ مُتَكَبِّـــرِ
تُبدي المظاهرُ مـا تُريدُ سُرورَها
وتُواريَ الأحــــزانَ بينَ المَحجَرِ
فَالدُّنيا تَغْـــوي بالبريقِ وأَهلُهـــا
في ظِلِّها ما بينَ خَــوفٍ وخَطَـرِ
زُهُوّ المظاهرِ يُخــــدَعُ النّاظرَ الـ
ـغِرَّ السليـمَ فخُـــذْ بذاكَ واعتَبِرِ
واحـمدْ إلهَكَ إنْ سَتَـــرْتَ بنُورِهِ
سِترَ السّكينةِ عنْ عُيونِ المُفْتَخِرِ
فالسّعدُ في طُهرِ الضمــائرِ ثابتٌ
لا في الجَواهرِ أوْ جَمـالِ المَنْظَرِ
كمْ من فقيرٍ عــاشَ نُبلَ سـريرَةٍ
أغناهُ لطفُ اللهِ عنْ زيفِ البَشَـرِ
واعلَمْ بأنَّ العُمـرَ مدرسةُ الرّجى
يُهدي العقولَ بــأنْ تُفكّرَ وتعتَبِرِ
واصبــرْ على مـــا قد أرادَكَ ربُّنا
فالصّبرُ مفتاحُ البصـــائرِ والنّظَرِ
لا تُقسِ بالسّعـــدِ الظّواهـــرَ إنّما
في القلبِ يُعـرفُ صِدقُهُ بالسِّترِ
مـــا السُّعدُ إلا أنْ تبيتَ برُوحِــكَ
راضٍ وفيكَ نقــــاءُ صدرٍ مُزدهِرِ
قد يَكسِرُ الجُرحُ الرجـــاءَ ولكنَّهُ
يُورِثْكَ صبرًا في المَصائِبِ يُثمِرِ
وإذا رأيتَ الناسَ في نِعَــمٍ فَقُلْ
اللهمَّ زِدْهـمْ واهدِ قلبي واغفِـــرِ








































