آخر الموثقات

  • السودان في ضمير ولي العهد… حين يلتقي القلب بالإنسانية 
  • ق.ق.ج/ عرش السرد
  • ق.ق.ج/ رُكْنُ الطَّيّ
  • جدد شغفك
  • صَداقةُ المَرء لنفسَهِ
كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع سحر حسب الله

📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات
📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة اريج الشرفا
  5. زفافٌ تحتَ الأنقاض
  • موضوع: عالي الجودة
⭐ 0 / 5

أينما حلّت الحرب، حلّت النارُ التي تشتعل؛ فتأكلُ ما استطاعت إليه سبيلاً، وعندما ترحلُ، تتركُ رمضاءها تعبثُ بما تبقى من مظاهرِ الحياة .

فعلت الحرب بقطاعِ غزة ما فعلت، أودعته أكواماً من الحزن، الوحشة، والضياع، وما زادهم ذلك إلا إيماناً، وصبراً، وإصراراً على النصر، مرَّ خمسةُ أيامٍ على معركة سيف القدس_٢٠٢١_ لم يهدأ القصف بها، ولم يغفُ جفنٌ، قلقٌ وتوتر يتربصان بالجميع.

كان حي الرمال _ أحد أحياء مدينة غزة_على غير عادته فارغاً تماماً من المارة، و كانت أصوات الصواريخ الصهيونية تدوي في كل مكان، جلسَ أبو صبحي أمام شاشة التلفاز يراقبُ أعدادَ الضحايا، يدعو بالرحمة للشهداء، بالصبرِ للأرامل الثكالى، وبحياةٍ أفضل لليتامى المكلومين.

جاءت زوجته تناديه لتناول الإفطار، رفضَ معللاً :" و من لديه القابلية لكسرِ جوعه، و جوع المنكوبين يلوذُ بهم كثعبانٍ أقرع ؟!"

صمتَ هنيهةً ثم أردفَ: "ما أخبار شيماء؟ ، أهي حزينة لتأجيل موعد زفافها ،أم تتفهم الأمر ؟؟! هوني عليها ؛فليس سهلٌ عليَّ فضَّ فرحتها و كسرَ خاطرها ".

أجابت الزوجة بعدَ تنهيدةِ مؤمنة :" يا أبا صبحي،أنتَ تتكلم عن صبية، شيماء لم تعد طفلة، بضعُ سنواتٍ و تصبحُ طبيبةً بكل فخر، إنها وخطيبها متفهمان جدا للوضع الحالي "

ردّ عليها :"الحمد لله، تعرفينَ أنني أجلتُ أيضاً موضوع بيع محلنا التجاري إلى أن تنتهي الحرب فمن سيشتري عقاراً والحرب قائمة ولا ندري هل سنخرج منها أحياء أم هذ المرة سيكون دورنا. أدعو الله أن أجد سعراً مناسباً علَّني أتمكنُ من تغطيةِ مصاريفِ الزفاف"

 هوَّنت عليه زوجته بفيضٍ من الأمل وكثيرٍ من الدعاء ،فرزقُ البناتِ وافر، و لن ينساهُ الله من فضله لأنه أحسنَ تربيةَ ثلاثِ فتيات، شيماء كانت أوسطهن.

منذ بداية الحرب اعتادت شيماء أن تُهاتفَ خطيبها أنس في غرفتها يطمئنان على بعضهما، فقد تواعدا أن يطمئن كل منهما على الآخر طيلة أيام الحرب، لا يريد أحدهما أن يفجعه خبر الآخر .

كان أنس شاباً خلوقاً باراً بوالديه مما جعله يُحسن الاختيار في زوجة المستقبل، فاختار شيماء ذات العلم و الدين، فإضافةً لكونها تدرسُ الطب فهي أيضاً من حفظة كتاب الله، وكأنها جزاءً من الله على طاعته لوالديه.

وُلدت بينهما المحبة و المودة منذ اللقاء الأول، فجعله الله سكناً لها، وجعلها رحمةً له من ملذات الحياة .

كانا يجهزان لزواجها بعد خطبة دامت سنتين، اختارا الأثاث معاً قطعةً قطعة، نسقا الألوان، ورسما صورة زاهية لحياتهما بالورقة والقلم .

على مدار عدة أشهر كانا يخرجان للتسوق بين الفينة و الأخرى، ويبتاعان ما راقَ لذوقيهما وينقلانه إلى بيت والدِ شيماء إلى أن تجهز شقتهم السكنية .

ليلةَ الخامس عشر من مايو استغل أبو صبحي الهدوء المفاجىء الذي حل على سماء الحي وخرج يبحث عن دكان مفتوح يبتاع منه بعض النواقص للبيت .

أصبحت الساعة الواحدة صباحاً ولم يعد أبو صبحي بعد ،ولكن بدلاً منه جاءت بحضورٍ قويٍ طائرات ال اف ٣٥، ووجهت صواريخها نحو العمارة السكنية التي تسكنها عائلة أبي صبحي .بالعادة تضرب الطائرات صاروخاً تحذيرياً لتُخرجَ السكان من العمارة قبل القصف أو تهاتفهم بخصوصِ ذلك، ولكن هذه المرة كانت تجهز لهم مفاجأةً من العيار الثقيل .

لربما راقبَ الاحتلالُ تلكَ الفرحةَ البريئةَ في عيونِ شيماء وأنس، فأبى إلا أن ينغص عليهم عيشهم، و يغتالَ بكلِّ وحشيةٍ تلكَ الفرحة.

انهالت الصواريخُ على العمارة المكونة ِ من أربعةِ طوابق، سقطت بلا حولٍ منها ولا قوة، وسقط معها ساكنيها، سقطت شيماء وسقط ذويها، محتجزون تحت الأنقاض، يكابدون الألم، يحاولون رفع ما ازدحم فوق صدورهم من حطام، انتظروا النجاة التي ضلت طريقها إليهم في ذلك اليوم. حاولت شيماء الاتصالَ بأنس ليكون طوقَ نجاتها، أو لربما أرادت تلقينه بضعَ دروسٍ في الصبرِ و الأمل من بعدها، أو لعلها أرادت أن تسمعَ صوته مرافقاً لترديد شفتيها الشهادتين، لكنها لم تنجح في ذلك، انتظرت مع البقية لأكثر من عشرِ ساعات، دونَ سبيلٍ للنجاة، ثم بعدها خرجوا من تحت الركام.......... شهداء .

انتشرَ الخبر، وتفشى أمرُ تلكَ الجريمة، وركضَ أنسَ بكل طاقته، علّه يتعثرُ بعليلٍ من أنفاسها، علّه بنظراته يُنعشُ قلبها، فتعود الحياة إليه من جديد.

بعدَ لحظاتٍ وصل أنس ُ لعروسه يخرجها من تحت الأنقاض، يحاول إنقاذها، يحاول إمدادها بالحياة من نبضه، أمسكَ بيدها الباردة، شدها ببطء نحوه، رفع ما اكتظ فوقها من بقايا جدران، وحملها بين ذراعيه، وجهها كالقمر ضاحك مستبشر، خجلت عبرات وليد أن تنهمر لما رأت ابتسامتها، فابتسم لها بفيض من الحسرة و قال :" مكانك الجنة، يا عروس الجنة، سيحتفلون بكِ هناك، سترتدين فستاناً من الياسمين، وتاجاً من المرمر ) .

أخرجوا شهداء العمارةِ من تحت الأنقاض، كفنوهم، و شيعوا جثامينهم الطاهرة إلى مثواها الأخير، توسطت شيماء جموع الشهداء متشحةً بالعلم، وأنس يحملُ نعيشها مع الركب، نثروا عليهما ورداً وحباً ونصراً يحكى لآلاف السنين، زفوهما، هي إلى جنة الخلد، وهو إلى مصيرٍ مجهول .

أحدث الموثقات تأليفا
مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 29852

عدد المشاهدات: 18

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة نهلة احمد حسن

الكاتب: نهلة أحمد حسن

رقم التوثيق: 29849

عدد المشاهدات: 4

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة سحر أبو العلا

الكاتب: سحر محمد ابراهيم أبو العلا

رقم التوثيق: 29847

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة فيروز القطلبي

الكاتب: فيروز أكرم القطلبي

رقم التوثيق: 29845

عدد المشاهدات: 5

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة احلام السيد

الكاتب: احلام السيد علي محمد

رقم التوثيق: 29844

عدد المشاهدات: 11

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة كريمان سالم

الكاتب: كريمان محمد عبد السلام عفيفي

رقم التوثيق: 29843

عدد المشاهدات: 11

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة فيروز القطلبي

الكاتب: فيروز أكرم القطلبي

رقم التوثيق: 29842

عدد المشاهدات: 5

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة ايمان صلاح

الكاتب: ايمان صلاح محمد عبد الواحد

رقم التوثيق: 29837

عدد المشاهدات: 19

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة رهام معلا

الكاتب: رهام يوسف معلا

رقم التوثيق: 29815

عدد المشاهدات: 68

تاريخ التأليف: 20-11-2025


مدونة سهر صيام

الكاتب: سهر محمد رمضان صيام

رقم التوثيق: 29841

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 19-11-2025

أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↑1الكاتبمدونة غازي جابر
2↓-1الكاتبمدونة نهلة حمودة
3↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓الكاتبمدونة آمال صالح
5↑1الكاتبمدونة حسين درمشاكي
6↓-1الكاتبمدونة ايمن موسي
7↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
8↑2الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↓الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-2الكاتبمدونة خالد العامري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑59الكاتبمدونة حسين العلي145
2↑49الكاتبمدونة محمد خوجة124
3↑31الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 216
4↑27الكاتبمدونة داليا نور217
5↑25الكاتبمدونة فاطمة حجازي240
6↑16الكاتبمدونة جلال الخطيب171
7↑16الكاتبمدونة سلوى محمود196
8↑11الكاتبمدونة منى كمال225
9↑7الكاتبمدونة جيهان عوض 262
10↑6الكاتبمدونة خالد الخطيب57
11↑6الكاتبمدونة إيناس عراقي175
12↑6الكاتبمدونة محاسن علي176
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1124
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب710
4الكاتبمدونة ياسر سلمي681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم614
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني438
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين432
10الكاتبمدونة شادي الربابعة415

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363861
2الكاتبمدونة نهلة حمودة220265
3الكاتبمدونة ياسر سلمي201189
4الكاتبمدونة زينب حمدي178951
5الكاتبمدونة اشرف الكرم145669
6الكاتبمدونة مني امين120609
7الكاتبمدونة سمير حماد 117987
8الكاتبمدونة حنان صلاح الدين109072
9الكاتبمدونة فيروز القطلبي108766
10الكاتبمدونة آيه الغمري104040

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
2الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
3الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
4الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
5الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
6الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
7الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
8الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
9الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02
10الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 2025-11-02

المتواجدون حالياً

545 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع