تنتهي المداولة، ويفوز الملك برقعة الشطرنج، تُقرع الكؤوس في منزلٍ أبيض، تُدارُ عجلة الموت ويُساق الضحايا إلى قبورهم برضاهم، هكذا تقولُ اللعبة، وما يجري لاحقاً ليسَ إلا مقارعة لا جدوى منها سوى التسلية...
تُطلبُ القهوة الأمريكية إلى الطاولة المستديرة، لا مذاقات مطروحة فالكل سيشربُ كما يهواها ذاك الأحمق، مرة كمصائرنا العربية، سريعة الذوبان كهواياتنا الوطنية، برغوةٍ لطيفة كذنوبنا التي اقترفناها حينما ولدنا بغير ذنبٍ في وطنٍ مقيد، بفناجينَ سادة كما يأمرون فلا زراكشَ ولا نقوش، لا هويةَ تميزهم ولا قومية تربطهم فهم هنا بيادقُ اللعبة لا أكثر...
تُعطى الأوامر بالحرية، برفع النضال ودحر المنظومة العصية فلا مغضوبَ عليهم اليوم، اسرحوا وامرحوا إلى حين...
تصدق الفناجين تلكَ الأهزوجة؛ فتنطلق ثائرة قائمة من قعر الصينية، ترتفع في الهواء سنتيمتراتٍ قليلة تستمتع فيها بريحِ النصر، ثم تسقط مكسورةً مقهورةٍ على بساطِ الديموقراطية...