أتشعر دائما
أنك شخص غير عادي
قادم من عوالم أخرى ؟
يُفزعك الأمر
فيتعاقب على حديثك
دون وعي
وصفك المتكرر لذاتك
أنك شخص عادي ؟
أما زال الصقيع
يسكن جسدك و روحك ؟
أتدري كيف يعيش
طفل صامت ؟
رضِي بفقدان أبويه
و اعتاد الألم
لا يحاول
إيجاد أمه !
و عاش محاربا
متنقلا
في سجون الأيتام ،
لمست يديه المرتجفتين
عشيرة عظيمة
و اختارته
لحياة أمن و سلام
فتخلى عن سيفه
و لم تلبث السعادة تسكنه
حتى أُعيد لرفاقه
في الأسى
دون سلاحه
الذي كان يؤويه
في أولى خطوات أقدامه؟
لا يعلم لِمَ؟
أكان بربريا حقا؟
أم كان حقا على الآخرين
اختبار جسده و روحه
في حق انتفاع؟ ،،،
أتعرف كيف تعيش
كرجل آلي قديم
يركن إلى أقرب حائط
يعمل بالأزرار
فينفذ الأمر حينا
أو يصاب بأعطال التكرار
حينا آخر !
يهذي لا مباليا
فيركله الجميع بأرجلهم ،،
أو ربما أنت أصبحت
بلا وعي منك
كلوحة خشبية قديمة
لا وقت لديهم
لإصلاحها
و إزالة وجه الغبار عنها
يقدسها الناس
يعلقونها بظنهم
في زاوية آمنة
فتأسرها
حشرات العنكبوت
بأشباكها
و يحطم زجاجها
رصاصات صديقة
في معارك بينهم ،
ثم تخرج مبتسما
غبيا
محاولا إيقاف
شعورك المتباطيء
بالحسرة و الألم
ببضع كلمات
بلهاء تشبهك !
ينهرك الجميع بها
فتضحك بقوة
و كأنك تحولت
لشخص مهرج
بدت نواجزه
التي تصف سعادته
ثم تكسرك عيناك
التي تأبى كل شيء
فيسقط ماءها
في فمك
بينما لازلت تضحك
فينهر الجمع
انفصام وجهك
بين فرح و ترح !
ثم تُختم
قصائد هجائك
بشيء من الإزدراء
من مغالاتك
في الكمد
فتتجمد عيناك
فجأة
بسكون قاتل
و تقف على قدميك
بعد سقوط في عدم
لتقبل
جميع ماقالوا و مافعلوا
و تخبرهم بحماسة
ممثلة على وجهك
أنك تُجيد
أدوار الضحايا و التعساء
و أنك كنت تخدعهم
بفكاهة و أحاديث سمر
علّك تنجو
بما تبقى منك
و تنقذ أرواحا
صغيرة بريئة
قضاء و قدر
قد تعلقت بمصيرك …