صالحةٌ صرخةُ العُراةِ مدويةً
تشدو، ويهتفُ في ربوعِكِ موقدا
شعبُ السودانِ الجريحِ، أما ترى
أنّ الزمانَ تخاذلاً وتجحدا؟
هذا نداءُ القلبِ، فجّر حسَّهُ
صرخاتُ جرحٍ، في الحنايا أوقدا
ها قد تداعبني القصائدُ موجعًا
ويثورُ وجدي كلما طال المدى
لا تكتبوا شعرًا يلوّعُ خاطري
قد ضاقَ صدري بالمراثي مُجهدا
أنا المكبوتُ، نارُ قهريَ أضرمتْ
أعطوني سيفًا، لا قصيدًا مُنغدا!
أعطوني بندقيةً تصحو بها
أرضُ الجدودِ وتستعيدُ الموعدا
كفوا خطاباتِ الخداعِ، فإنها
قد أزهقتْ حلمَ اليتيمِ الأسودا
لا الشعرُ يُطعمُ جائعًا في ليلهِ
ولا القصائدُ تبعثُ المجدَ غدا
أريدُ صوتَ البارودِ يهدرُ صارخًا
ويثيرُ عزمَ الفارسِ المتزودا
أنا ابنُ هذا الشعبِ، إن صاح ارتقى
وإذا دعاكَ إلى الجهادِ تجلدا
فلْتسقطِ الأقوالُ إن لم تُنْتجِ
فعلًا يحررُ موطني المتجددا
لا للخنوعِ، ولا لبيعِ كرامتي
أنا الفقيرُ، ولي عزيمةُ سيدا
شعبُ السودانِ الأبيِّ، تحرّكوا
قد آنَ أن نحيي الترابَ الممجدا