كُلُّهم قابيلُ… لا هابيلَ فيهم
وكلُّ قلبٍ مرّ، ما أبكى مريمْ
يمشون فوقَ الأرضِ من غيرِ رحمةٍ
وجراحُنا فيهمْ، كأنّهمُ ما يعلمْ
أبصرتُ وجهَ النورِ في بعضِ الأماني
فغرسوا في خاصرتي ألفَ ندمْ
ناديتُ: "يا إخوتي"، فكانَ ردُّهمُ
سِهامَ غدرٍ، والسكوتُ الأظلمْ
ما عدتُ أُفرقُ بين حقدٍ وبُغضهم
كأنما القتلُ في دمائِهمُ حَلَمْ
دفنوا ضياءَ الودِّ حيًّا في الترابِ
وسقوا زمانَ البراءةِ بالألمْ
قلبي الذي ما خانَ… صارَ غريبهم
وروحي التي ما كرهتْ، قد تألمْ
كأنني هابيلُ وحدي في الحياةِ
وكلُّهم قابيلُ… لا من يرحمْ