أكتوبر جيل وجيل
كان حاضرًا في الثورة
وشاهدًا على التغيير ورائدًا في نقل المجتمع من واقع تسود فيه الدكتاتورية وتسود فيه بندقية وبوت العسكر إلى واقع المجتمع المدني الذي تسود فيه الحريات والرفاهية وتنموا وتزدهر فيه حركة الجماهير الفكرية أكتوبر أمل كثير من الذين فقدوا الثقة في قياداتهم وفقدوا الثقة في جدوة حكم العسكر فكان الشباب يهتفون في كل عام أكتوبر الأخضر نغني وبأسمك الشعب أنتصر ياصحوة الشعب الجبار جذوة ونواة التغيير حقيقة الأمر تتطلب وعي جماهيري متراكم ليصنع ثورة شعبية مدنية سلمية منظمة يلتف حولها العمال والمِهنيّون والسياسيون والنقابات والعسكر الشرفاء وحتى أبناء القيادات الحاكمة بالتأكيد هذا لايتطلب شهرًا أو يومًا أو حتى ساعة زمن محددة لكنّنا كسودانيين نحتاج أحيانًا من يوقظ فينا شرارة الثورة والرغبة في التغيير فأن أكتملت محددات الثورة حينها لايرهب هذا الشعب سلاح الدكتاتور مهما تجبّر شاهدنا كيف قاوم شباب في أكتوبر 1964 الاعتقال والتصفية والضرب والقتل والترويع وأيضًا صمود جيل أبريل 1985 وفي هبة سبتمبر 2023 وثورة ديسمبر 2018 ما يأكد في كل مرة أنّ هذا الشعب لايرتضي الصمت على الظلم مهما كان ومهما كانت سلطة وسطوة الحكّام المستبدون فللشعب كلمته آخر المطاف كما شهدنا في أكتوبر 1964 اليوم نحن بحاجة إلى تظاهرات الطلاب إلى إلتفاف الجماهير حول الطلاب ليقول رايهم ولينظموا حركة التغيير من جديد فخروجنا عن طورنا لم يكون سومًا فوضى بل الرغبة في التضحية من أجل واقع مدني يشبه تطلعات الشعب السوداني وتأسيس لدولة تحترم كيان وكرامة الإنسان السوداني الذي لايستحق كل هذا العناء ولايستحق أي كان سفك مزيدًا من الدماء