آخر الموثقات

  • الرفض الجدي..
  • قائمة الأسماء..
  • حرة أنا …
  • أرواح شاهدة
  • احلام بلا اجنحة
  • على بركان
  • تزهر قلوبنا
  • فقدان الإحساس مرعب
  • ويبقى الحُبُّ ما بَقي العِتاب
  • ق.ق.ج/ الكوب الفارغ
  • ق.ق.ج / ريش متناثر
  • فنون البعاد
  • غربة والتماس
  • القلب ميت
  • رسالة لم تصل إليك
  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. نافذة الروح.. بين الحلم والخراب

يا وردةً ما كان لغيرك أن يفتح نافذة الروح، أنت الخبر الذي أشرق في أيامي كفجرٍ طويل، والوجه الذي أضاء سماوات الزمان عشقًا لا ينطفئ كما تغني الطيور المهاجرة مع أول خريف. كنتِ وحدك القادرة على قراءة لغة العيون، وحدك من جعل للحياة عمرًا يستحق أن يُعاش، وهدًى نرتفع إليه كلما ضاق بنا الطريق.

قولي لي، كيف تبدو الأشياء الآن في عينيك؟ هل بقي في ذاكرتك متسع لنقش الأيام الجميلة التي حملتها الرياح بعيدًا حيث اللاوجود؟ أم أن النسيان قد غطى جسر المحطة العامة، ذلك الجسر الذي كان مسرح لقائنا الأول، حين تعانقت أنفاسنا كأنها وُلدت من روحك؟ يومها، شعرنا أننا أكبر من كل تباهٍ وأجمل من كل صورة متخيّلة، وكأننا في لحظةٍ استثنائية سمح لنا القدر أن نكون ما لم يكن لنا أن نكونه في أي وقت آخر.

 

لكن يا حبيبتي، لا أخفيك أنني أحمل أخبارًا ربما لن تعجبك. علامات المستقبل بدت وكأنها كُتبت نهايته قبل أوانه؛ بئر المياه الذي كان يسقي العطشى انهار، والمدارس التي علمتنا كيف نكتب أسماءنا أُغلقت أبوابها، وحتى المساجد لم يعد المصلون يرتادونها كما كانوا من قبل. النوادي تكاثرت، والمقاهي انتشرت، والناس انجذبوا إلى أماكن الضجيج واللهو، بينما بقيتُ أنا أبحث عن تلك اللحظة النادرة التي تمنح للوجود معناه.

 

أنا وحدي أدرك ماهية الأشياء المهدورة، وحدي أشعر أن العمر يتناقص كشمعة تنطفئ في صمت، وأن المواقف العظيمة والمعجزات باتت تتوارى خلف ستارٍ غليظ. وليت حالنا تُدركه معجزة، معجزة صغيرة فقط، تعيدنا إلى أنفسنا وتجمع ما تناثر من أشلاء الروح.

 

نعم، نحن بحاجة إلى معجزة، لا تلك التي تُروى في الكتب القديمة وحكايات الأولياء، بل معجزة يومية تُعيد ترتيب فوضى حياتنا، وتعيد إلينا يقيننا بأننا خُلقنا لشيء أكبر من هذا الخراب. هل كُتب علينا أن نستسلم لمصير الخراب ونرضى بالقهر كقدرٍ لا يُرد؟ لا أظن ذلك. فالإنسان حين يرفض أن يموت مهزومًا، يولد من جديد، حتى ولو كان محاصرًا بالخذلان.

 

قولي لي الآن، أيمكنك أن تعودي وسط هذا الركام وهذه الضوضاء؟ أيمكنك أن تحلمي بما كان يمكن أن نعيشه معًا؟ أم أنك صرت تظنين أننا نعيش في عوالم متوازية لا يلتقي فيها خطان؟ إنني ما زلت أؤمن أن العالم مهما بدا مختلفًا، فإنه يضيّق مساحاته ليلتقي العاشقان في نقطة واحدة، هي النقطة التي لا يملك أن يمحوها الزمان.

 

أنا في انتظار جوابك، جواب عاجل كإشراقة الفجر حين يبدد ليلًا طويلًا. نحتاج أن نقرر: إما أن نحلق معًا في ركب الحياة العصرية، نصارع تناقضاتها وننتزع منها ما يجعلنا نعيش بكرامة، أو نستعد لنتمدد في رحاب الدار الآخرة حيث لا فراق ولا ألم.

 

لقد كُتبت حياتنا معًا، ومن العبث أن تُغامر لتُعاش منفصلة. هذا هو واقعنا، وهذه ظروفنا الاستثنائية، ظروف لا تفرّق بيننا أي قوة أرضية مهما بلغت، لأن ما يجمعنا هو قوة الله تعالى، القوة الربانية التي تتجاوز ما يكتبه البشر وما يرسمونه من حدود. وما يقال عن فشل علاقتنا الاجتماعية لا يمكن أن يكون حقيقة، لأن الحقيقة الوحيدة هي أنكِ ما زلتِ نافذتي إلى الروح، وأنني ما زلتُ أومن أن هذا الحب لا يقف عند حدود الخوف أو الخراب.

 

إنني حين أستعرض ما آلت إليه أوضاعنا، أرى أن الخراب لم يقتصر على الحجر والشوارع المهجورة، بل امتد إلى الأرواح التي فقدت إيمانها بجدوى الأمل. كل شيء تغيّر: ملامح المدن، طقوس الحياة، وحتى نظرات الناس. لم يعد هناك ما يوحّدهم سوى البحث عن لقمة تسد الرمق أو ضحكة عابرة في مقهى مكتظ. لكنّي، رغم كل ذلك، أتمسك بكِ كخيط نجاة، لأنكِ لست مجرد شخص، بل معنى كامل للحياة، ورؤية أخرى للعالم.

 

الحب في زمن الخراب ليس ترفًا، بل هو مقاومة صامتة، هو إعلان أننا لم ننكسر بعد. وحين نحبّ، فإننا نؤكد أن العالم مهما انحنى أمام العواصف سيظل قابلًا للزراعة، وأن الروح قادرة على أن تُنبت وردة في قلب الركام. إن وجودك في حياتي يجعلني أرى أن الأمل ليس خيالًا، بل قوة خفية تتحدى الخراب.

 

لذلك، أكتب إليك لا كمن يستجدي عودة، بل كمن يؤمن أن اللقاء قدر، وأن المصائر مهما تفرقت فإنها تُجمع بقرار واحد من السماء. فما يجمعنا أكبر من الظروف، وأبقى من الخراب، وأقوى من كل ما يتربص بنا.

فلنمنح أنفسنا فرصة أخرى، لنفتح نافذة الروح على مصراعيها، ولنؤمن أن هذا الحب هو معجزتنا الصغيرة في مواجهة زمن بلا معجزات.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350799
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205337
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190476
4الكاتبمدونة زينب حمدي176729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138615
6الكاتبمدونة مني امين118871
7الكاتبمدونة سمير حماد 112784
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103972
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101380
10الكاتبمدونة مني العقدة98648

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

950 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع