آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. على حافَّةِ العُمر

كُنّا نركضُ في العُمرِ، لا إليه.

نُراوغُ الزمنَ كما يُراوغُ طفلٌ المطرَ في أوّلِ الخريف؛

لا نكترثُ إن تساقطتِ الأيّامُ من حولنا،

ولا نعبأُ إن بلّلتنا الخسارات.

 

كأنّنا نعيشُ...

لكنّنا، في الحقيقة، كنّا نُؤجِّلُ الرّحيلَ،

نُؤجّلُ النّضجَ،

ونُؤجّلُ أنفسَنا.

 

كنّا أبناءَ الرّيح،

وأحفادَ الطّيش.

 

 

 

 

في قريتي،

حيث تتداخلُ الأزقّةُ بالخُرافة،

وتتشابكُ الحكاياتُ بنباتاتِ الصبّارِ المتربِّعةِ على أطرافِ الحقول،

كبرتُ كما يكبرُ الظِّلُّ على الحائطِ:

دون وجهٍ واضح،

أو ملامحَ مستقرّة.

 

لم يكنْ لنا وقتٌ نُضيِّعُهُ على التّفكير،

ولا حاجةٌ بنا إلى استشرافِ الغد،

لأنّ الغدَ، في عُرفنا،

كان دائمًا بعيدًا... وخفيفَ الوعد.

 

 

 

 

كنّا نَحيا على فرضيّاتٍ غريبة؛

نؤمنُ بأنّنا خالدون في طيشِنا،

لا نَرحل،

ولا نُمسكُ لحظةً واحدةً لنرى:

ما الذي ضاع؟

وما الذي يستحقُّ البقاء؟

 

نفرحُ لأقلِّ الأسباب،

وننفُرُ من بعضها كما لو كانتْ ذنبًا لا يُغتفر.

وكانت خصوماتُنا شَرِسةً،

تصلُ حدَّ الفُجورِ أحيانًا...

 

والقياداتُ الأهليّة،

التي يُفترضُ بها أن تكونَ حكيمة،

كانت تلوذُ بالصّمت.

 

– «شباب… سيكبرون»، هكذا كانوا يقولون.

 

لكنْ، لم يُخبرهم أحدٌ

أنّنا لا ننوي الكِبَر.

 

كنّا مثلَ جذوعٍ مكسورةٍ على ضفافِ النّهر،

نُقيمُ الولائمَ على ضياعِنا،

ونضحكُ من وجوهِنا التي لا تُشبهُنا.

 

 

 

 

ثمّ، حدث ما لم يكن بالحُسبان.

 

جاءت...

فتاةٌ لا تحملُ على كتفِها عباءةَ الحِكمة،

لكنّها تمشي بثقةِ مَن يعرفُ تمامًا إلى أين يتّجه.

 

بسيطةُ الملامح،

لكنّها عميقةٌ كنصوصِ الكتبِ المهجورة.

كانت تختلفُ... لا لأنّها أجمل – وإن كانت كذلك –

بل لأنّها تُفكِّرُ بصوتٍ هادئ،

وتتكلّمُ بمنطقٍ يُشبه المطرَ حين يُقنعُ التّرابَ أنَّ الوقتَ قد حانَ ليُزهِر.

 

 

 

 

جاءتْ بمبادرة،

كأنّها اقتراحٌ من القَدَر.

 

قالت لي:

– «لمَ لا تُفكّر في الارتباط؟

في أن يكونَ لحياتِك شكلٌ؟ عمقٌ؟

إنسانٌ آخر يُكملُك لا يُشبهك؟»

 

ضحكتُ،

ظننتُها تمزح...

لكنّها لم تكن.

 

حاصرتني بكلامٍ موزونٍ،

لا يُجادَل،

ولا يُؤجَّل.

 

كنتُ أتهرّب – كعادتي –

وهي كانت تحاصرني بابتسامتها،

وتلك الثقة النّادرة

التي جعلتني أتراجعُ عن كلّ ما كنتُ أظنّه "ثابتًا".

 

قبلتُ بعرضها،

أو ربّما... قبلتُ بها.

 

لا أدري أيّهما حدث أوّلًا،

لكنّي بدأتُ – للمرّة الأولى –

أعيش وكأنّني موجودٌ حقًّا.

 

 

 

 

لكنَّ القلبَ – كعادته –

لا يرضى بالنِّصف.

 

 

 

 

رأيتُها...

كانت مختلفة.

 

فتاةٌ من بناتِ قريتنا،

لكنّها تحملُ حُضورَ المدن،

وصمتَ الصّحراء.

 

تُشبهُ القصائدَ القديمة

التي لا تفهمُها تمامًا...

لكنّها تُحرّكُ فيك شيئًا لا يُسمّى.

 

عيناها كانتا نافذتين على عالمٍ آخر،

لا يُشبهُ قريتنا،

ولا صخبنا،

ولا... أنا.

 

وكان والدُها...

ضابطًا في الجيش.

 

السُّلطةُ تسبقُ اسمَه،

والخوفُ يتقدّمُ خُطاه.

 

 

 

 

ظننتُها معركةً خاسرة.

لكنّي خُضتُها.

 

لأنّي، حين أحببتُها،

لم يَعُد الطّيشُ يُغويني،

بل صار خوفي الوحيد:

أن أعودَ لذاتي القديمة.

 

 

 

 

هي الأخرى،

لم تكن هامشًا في الحكاية.

 

وقفت، قاومت، واجهت.

أقنعتْ أباها، وأهلَها،

وحتّى "العالمَ الآخر"، كما كنّا نُسمّيه في صبانا.

 

وقعت الحرب…

ثم انتهتْ بنصرٍ صغير،

لكنّه كان كلَّ ما نملك.

 

تحوّلت علاقتُنا إلى شيءٍ يُشبه الصّلاة،

شيءٍ لا يُقالُ بسهولة،

ولا يُمسُّ إلّا بأيدٍ طاهرة.

 

 

 

 

كوَّنّا أسرةً.

أسرةً تُشبهُ الأغاني القديمة

التي كانت تُبثّ من إذاعةِ القرية وقتَ المغرب.

 

أسرةٌ لا تملك كثيرًا،

لكنّها تفيضُ دفئًا.

 

وكأنّنا... وُلدنا من جديد.

 

 

 

 

في فوضى الأيّامِ التي سبقت هذا الميلادِ الثاني،

لم أكن أتصوّر أنّني سأكتبُ شيئًا كهذا،

أو أنّني سأروي حكايةً لا تنتهي بالخُذلان.

 

لكنّها الحياة...

حين تشاء، تَفعل.

وحين تمنحُك الفرصة، تُعيدُك إليك.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350752
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205279
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190429
4الكاتبمدونة زينب حمدي176721
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138588
6الكاتبمدونة مني امين118865
7الكاتبمدونة سمير حماد 112763
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103951
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101356
10الكاتبمدونة مني العقدة98637

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

842 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع