آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب

سيرة لحظةٍ لا تُنسى

 

ليس كل احتفالٍ يُشبه الآخر، وليس كل ميلادٍ مجرّد رقمٍ يضاف إلى رصيد العمر.

فهناك محطات في حياتنا لا تُقاس بالأيام، بل تُقاس بما تختزنه من حضورٍ إنساني، ووهجٍ وجداني، وعطر ذاكرةٍ يتسلّل من الشقوق القديمة في القلب ليُنعش الروح، ويوقظ فيها ما خفُت من نبض.

 

في هذا العام، لم يكن عيد ميلادي كما عرفته من قبل.

كنت دائمًا أُحييه في الغربة، محاطًا بمظاهر احتفال قد تبدو لغيري بهجةً، لكنها كانت بالنسبة لي مجرد تقليد رتيب لا يحمل طعم الوطن، ولا صدى الألفة.

أكثر من سبعةٍ وثلاثين عامًا عشتها بعيدًا عن تربتي الأولى، عن شوارع الحيّ، عن دفء الجيران، عن لُغة الأم حين تُناديني باسمي، وعن لُغة الونس حين تتلاقى الضحكات في المجالس العامرة بالحكايات.

 

وفي كل عامٍ، كنت أحتفل بلا روح.

حفلة صغيرة في مقهى مع زملاء العمل، قطعة كعك وكلمات مجاملة، وربما أغنية تُبثّ من هاتفٍ نقال، ثم ينتهي كل شيء.

لكني كنت أعي تمامًا أنني لا أبحث عن احتفالٍ كهذا.

كنت أبحث عن "لمة" تُشبه الطفولة، عن "ونسة" تشبه الضحكة الأولى، عن وجوهٍ مرّت معي في فصول العمر المتعددة، من طين الطفولة إلى رائحة الكتب في المدارس، ومن ضجيج الحيّ إلى صمت الغربة.

 

وفي هذا العام…

شاءت الأقدار أن أعود، ولو مؤقتًا، إلى حضن الوطن، وكان لا بد من لحظة تُعيد لي ذاتي التي بعثرتها المنافي.

فكان القرار: سأحتفل بعيد ميلادي، ولكن على طريقتي.

طريقة تُعيد ترتيب الذاكرة، وتفتح نوافذ القلب على ضوء الوجوه التي أحببت، ولم أرها منذ دهور.

 

لكني لم أكن وحدي في هذا القرار…

كانت هي، كما دائمًا، أمامي، إلى جانبي، خلفي، وداخلي…

هي التي حملت عني متاعب الحياة، وكانت الصوت الذي يُرمم صمتي حين أتعثر بالكلمات.

زوجتي الحبيبة، رفيقة الدرب، ومكملة ديني، قرّرت أن تجعل من هذا اليوم محطة استثنائية لا تُنسى.

رتّبت كل شيء بهدوئها الجميل، بلمستها التي لا تُشبه أحدًا.

اختارت ضفة نهرٍ هادئة، غير بعيدة عن منطقتنا، مكانًا يحمل من السكينة بقدر ما يحمل من الشجن.

وهناك…

توافد الأحبة: الأهل، والأصدقاء، الجيران، الأبناء، بل حتى الأحفاد الذين رأيت في أعينهم وجهي وأنا طفل.

 

كانت الجلسة على شرف هذا اليوم مليئة بالمواقف والعِبر، بالتأملات، بالأحاديث التي تعيد تشكيل الزمن.

تذكّرنا أيام المدرسة، قصص الحيّ، كيف كنّا نلعب في الأزقة الطينية، نركض تحت المطر، نُعدّ طائرات ورقية من ورق الدفاتر القديمة، ونعود إلى بيوتنا نضحك حتى نتعب.

استعدنا ملامح من رحلات العمل والدراسة، من لحظات الجد والمزاح، من زوايا الأحياء القديمة التي لا تزال تسكننا وإن تغيّرت معالمها.

 

ربما كان عيد ميلادي هو العنوان الظاهر، لكن الحقيقة أن ما جرى كان احتفالًا بالحياة نفسها.

كان احتفالًا بقدرتنا على الحب، على الصمود، على تذكّر ما يربطنا ببعض، في زمنٍ تمزّقت فيه البلاد، وتفرّقت فيه القلوب.

رغم الحرب، ورغم الوجع، كان ثمة إصرارٌ عجيب على أن نحيا، أن نُحب، أن نُضيء شمعةً في قلب الظلام.

 

ولم يكن الحضور مجرد حضور جسدي، بل كان نوعًا من العودة…

العودة إلى الذات، إلى المعنى، إلى الروح.

ولم تكن الهدية التي قدّمتها لي زوجتي مجرد تنظيم حفل، بل كانت أكبر من ذلك.

كانت تقول لي، دون أن تتكلم:

"ها نحن هنا… معك… لا تزال الحياة تستحق أن تُحتفل بها، لأنك فيها، ولأننا معك."

 

ساعات قليلة على ضفة نهر…

لكنها ستبقى شاهدة على أعظم لحظة في عمري.

لحظة اجتمع فيها من أحب، في زمانٍ ومكانٍ لا يتكرران.

لحظة أعادت لي الإيمان بأن العائلة وطن، وأن الحب مأوى، وأن الأصدقاء عطر لا يزول.

 

أجل…

هكذا أريد أن أحتفل بميلادي، كل عام…

لا بكعكة، ولا بزينة، ولا بأغنية تُبثّ من جهاز…

بل بقلوبٍ حولي، ووجوهٍ أعرفها جيدًا،

وبعطر امرأةٍ اختصرت في حضورها كل أفراح العالم.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350308
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205029
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190034
4الكاتبمدونة زينب حمدي176656
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138312
6الكاتبمدونة مني امين118807
7الكاتبمدونة سمير حماد 112553
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103773
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101106
10الكاتبمدونة مني العقدة98511

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

535 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع