آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. إيمان لا يعرف إلا العشق

في مساءٍ بعيد، جلستُ معها نتبادل أطراف الحديث. سألتها ببراءة من يبحث عن يقين:

ما هو الإيمان في نظرك؟

 

ابتسمت بهدوء، وأجابتني بكلمات حفرَت أثرها في داخلي:

"لا تسألني عن الإيمان، بل حدّثني عن قلبك. فأنا لا أؤمن إلا بشيء واحد؛ هو عشقك أنت وحدك."

 

كانت عبارتها كافية لتشعل في داخلي عاصفة من التأملات. شعرت أنها تلخص فلسفة العمر في جملة واحدة، وأنها تربط وجودها بما أحمله نحوها من مشاعر. لكنها أردفت قائلة:

الحياة لن تتغيّر ما لم تقل لي حقيقة ما في قلبك.

 

ومنذ تلك اللحظة، سكن الصمت بيننا؛ صمتي أنا المذنب بالتردد، وصمتها هي التي تنتظر الجواب.

 

 

 

 

تلك الليلة كانت السماء تمطر بغزارة، والرعد يمزّق السكون بصوته المزلزل، حتى كأن الفضاء يريد الانشقاق ليسقط على رؤوسنا. ظل الجميع ساكنين، لا أحد يجرؤ على الحركة، فالرهبة شدّت الأرواح بسلاسل غير مرئية.

 

وسط تلك العاصفة، أخذت أحدث نفسي:

ماذا لو متّ الآن ولم أقل لها ما يعتمل في صدري؟

ماذا لو ضاع العمر دون أن أنطق بكلمة حاسمة، تبني لنا جسرًا نحو غدٍ مشترك؟

 

 

 

 

أحسست للحظة أنها معي، تمسك بيدي وتسحبني نحو الشرفة، حيث أخذنا نرقص تحت المطر كطفلين يلهوان ببراءة العالم. ثم تبدّلت الصورة في خاطري، فإذا بنا في رقصة زفافنا الأولى، تلتف حولنا الموسيقى، ونعيش لحظة لا تشبه شيئًا سوى البداية الحقيقية لحياتنا.

 

وحين أفقت من خيالي، وجدت نفسي أمامها، وجهاً لوجه، لا فاصل بين الحقيقة والوهم.

 

 

 

 

هناك، أدركت أن الوقت حان لأكسر قيود الصمت. لم يعد في الأمر مجال للهروب، ولا حاجة لقراءة إشارات العيون أو لغة الجسد. كان علي أن أقول ما احتبسته طويلاً.

 

نظرت إليها بعينين أثقلتهما العاطفة وقلت:

"منذ أول لقاء لنا، وقعت في حبك. لم يكن كلامًا عابرًا ولا نزوة مراهق يلهو، بل كان اعترافًا صادقًا من قلب أدرك أنه وجد نصفه الآخر. كنتِ الوحيدة التي شعرت أنني أستطيع أن أفتح لها أبواب داخلي، أن أضع بين يديها ضعفي وقوتي معًا، وأن أرى المستقبل قائمًا على شراكة عاطفية واجتماعية متينة، يقويها الحب وتسقيها عاطفتنا المشتركة."

 

 

 

 

توقفت لبرهة، كأنني أستجمع ما تبقى من شجاعة، ثم واصلت:

"أنتِ ضلعي الذي لا يكتمل إلا بك، وروحي التي لا تهدأ إلا معك. ليس هناك مبرر للهرب من فاتورة هذا العشق الذي كتب علينا. أنتِ لم تُخلقي إلا من أجلي، وأنا لم أُخلق إلا لأكمل حياتي إلى جوارك. هذا ليس وعدًا مؤقتًا ولا اندفاع لحظة؛ إنه قدر رسم خطوطه منذ البداية."

 

 

 

 

شعرت حينها أن قلبي ينطق بلغتين؛ لغة العاطفة ولغة القرار. فقلت بلسان أهلنا، بما لا يحتمل التأويل ولا المواربة:

"أنا أريد أن أتزوجك. دعينا نبني بيتنا الذي يحتضن أحلامنا، ونربي فيه مشاعرنا كما تُربّى زهرة في بستان، نسقيها من رحيق أيامنا، ونحميها من عواصف الدنيا."

 

 

 

 

كان اعترافي بمثابة ميلاد جديد لذاتي. لم أعد ذلك الشخص الذي يهرب خلف الأسئلة أو يختبئ تحت ستار الصمت. لقد تحولت من متردد يهاب الاعتراف، إلى رجل يعلن عشقه ويعترف برغبته في أن يُكمل الطريق مع من اختارها قلبه.

 

إن الحب ليس كلمة تُقال في لحظة طيش، ولا وعدًا هشًا يذوب أمام أول اختبار. الحب بناء متين، أساسه الصراحة وجدرانه الثقة وسقفه الوفاء. وحين ننطق بكلمة "أحبك"، فإننا لا نعني بها مجرد شعور عابر، بل نعني أننا مستعدون لنسج حياة مشتركة، بكل ما فيها من مسؤولية وفرح وتحديات.

 

 

---

 

لذلك، لم أجد أفضل من الزواج سبيلًا لحماية هذا العشق من العواصف، ولتحويله من أمنية حالمة إلى حقيقة تعاش. فما قيمة المشاعر إن بقيت معلّقة بلا مأوى؟ وما معنى الإيمان بالحب إن لم يُترجم إلى التزام أبدي يربط بين قلبين؟

 

كنت أعلم أن ما قلته قد غيّر كل شيء. لم يعد هناك مجال للتردد أو المواربة. كلماتها الأولى عن الإيمان لم تعد لغزًا؛ لقد فهمت أنها أرادت أن تجعلني أُدرك أن الإيمان الحقيقي هو أن أضع قلبي بين يديها بلا خوف، وأني لن أكتمل إلا بها.

 

 

 

 

وهكذا، لم يكن اعترافي مجرد إعلان للحب، بل كان إعلانًا عن حياة جديدة نبدأها معًا، بيت يؤوي أرواحنا قبل أجسادنا، ورحلة مشتركة نكتب فصولها بلا انقطاع...

 

ما دام للعشق أنفاس تمدنا بالحياة.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350513
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205146
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190240
4الكاتبمدونة زينب حمدي176679
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138473
6الكاتبمدونة مني امين118841
7الكاتبمدونة سمير حماد 112673
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103882
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101239
10الكاتبمدونة مني العقدة98576

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

849 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع