صغيرتي الجميلة...
يا من في وجهها يختبئ الفجر، وفي عينيها يسبح الندى،
لماذا كل هذا الحزن؟
هذه العيون لا يليق بها الدمع، خُلقت لتُضيء، لا لتغرق في البكاء.
أنا هنا... كما كنتُ دائمًا، بجانبكِ في كل شيء.
قولي ما يؤلمك...
دَعيني أكون لكِ حضنًا يتّسع للوجع، وبلسمًا يطفئ نار الحزن.
لا تكتمي ما يثقل قلبكِ،
فالحياة لم تُخلق لنعيش أحزاننا في عزلة،
بل لنقتسمها، كما نقتسم الضحكات ورغيف الخبز وأعياد الميلاد.
أتذكرين كلمات أمكِ التي كانت تهمس بها لشقيقتيك؟
كانت تقول:
"الحزن إذا لم يُقال، كبر."
فلا تدعيه يكبر في صدرك.
كفي عن العبوس، صغيرتي...
انهضي الآن، افتحي نافذة البلكونة،
دعي الهواء النقي يدخل صدرك،
دعي الشمس تمرّ على وجنتيكِ كأنها تمسح عنهما دمعة صغيرة.
البكاء لا يحلّ المشكلة،
ولكن الحديث، والاحتضان، والنظر في عيون من يحبونك، يفعل الكثير.
تعالي، حدّثيني،
أريد أن أفهم ما الذي أوصل حزنًا كهذا إلى قلبكِ الطفوليّ.
وتذكّري،
نحن اليوم نرتّب لعيد ميلاد شقيقتكِ التي تحبينها كثيرًا...
هيا بنا ننهض، نُعلّق الزينة، ونفعل ما اعتدنا فعله معًا:
أن نختار الفرح، رغم كل شيء.
وسنكتب على جدران الغرفة، بخطٍ عريض:
"لا شيء في هذا العالم يستحق أن يُطفئ نورنا...
نحن خُلقنا لنُسعد ذواتنا، ونمنح الحياة لونًا جديدًا، كلما حاولت أن تُبهت ألواننا."