آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. التعدد بين شريعة السماء وعقبات الأرض

في بلادٍ يختلط فيها المبدأ بالرغبة، والدين بالعُرف، والسياسة بالمصالح، يقف التعدد – سياسيًا كان أم اجتماعيًا – بين أمرين؛ نصٌّ سماوي يشرّع، وواقع أرضي يتوجّس.

هنا، لا تكفي الآيات ولا الأحاديث لإقناع النفوس، لأن الصراع أعمق من مجرد أحكام مكتوبة؛ إنه صراع بين ما نؤمن به وما نستطيع تطبيقه، بين ما ننادي به على المنابر، وما نعيشه خلف أبواب البيوت.

 

في بلادنا، يا صديقي، يبدو أن للتعدد وجوهًا شتى، كلها محاطة بالخوف والتحفظ، وكأننا أمام جريمة خفية، أو سرٍّ لا يجوز البوح به.

نتحدث عنه في السياسة بلسان الحالمين، ونرفعه في الشعارات على منصات الفكر، ثم نتلعثم حين يقترب من حياتنا، ونعجز عن أن نمد له جسور العبور من التنظير إلى الواقع.

 

التعدد السياسي عندنا يشبه طائرًا في قفص؛ نغني له، ونرسمه على الجدران، لكننا لا نجرؤ على إطلاقه في فضاء الحرية.

كل طرف متمسك بمقعده، وكل فكرة تريد أن تتفرد وحدها، فلا تقبل التعايش ولا المساكنة.

أحزاب تنادي بالمشاركة، وقادة يرفعون رايات الشراكة، لكنهم عند الامتحان ينهارون أمام إغراء السيطرة، وكأن السلطة قدر لا يقبل القسمة.

 

وإذا تجاوزنا السياسة إلى حياتنا الاجتماعية، وجدنا المشهد أكثر تعقيدًا.

تعدد الزوجات، الذي شرعه الله وجعله من سنن نبيه الكريم، صار في أعين كثيرين خطيئة اجتماعية، أو على الأقل، امتحانًا صعبًا لا ينجو منه أحد.

 

حكى لي صديقٌ أنه جلس مع زوجته يحدثها عن التعدد، فقال لها مبتسمًا:

"يا وردتي، ربنا ما أحلّ لنا واحدة فقط، بل أذن أن نتزوج مثنى وثلاث ورباع. هذا ديننا وسنة نبينا، فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فإن الصوم له وجاء."

ثم أضاف: "الزواج عبادة، وتمامٌ لنصف الدين، والنبي أمرنا بالزواج من الودود الولود، فهو يفاخر بنا الأمم يوم القيامة."

 

لكن زوجته لم ترَ في كلماته إلا إعلان حرب على استقرار بيتها.

هكذا هو الحال عند أغلب النساء في مجتمعنا؛ لا يقبلن بزوجة ثانية، وإن قبلن فبشروط تجعل الأمر أقرب إلى الانفصال منه إلى المشاركة: بيت منفصل، حياة منفصلة، وغياب كامل عن تفاصيل الأخرى.

وغالبًا، لا تمر الأيام حتى تتفجر الخلافات من لا شيء، ويغدو البيت ساحة معركة لا تهدأ.

 

أما الرجال، فكثير منهم سلّموا بالواقع، وصاروا يرددون:

"خليها في حالها، هي مغلوبة على أمرها، والزوجة الثانية ما عندها إلا الثرثرة."

وهكذا يتحول التعدد من سنة مباركة إلى مصدر للنكد والخصام، لأننا فشلنا في إدارة المشاعر قبل أن نفشل في إدارة البيوت.

 

التعدد، يا صديقي، ليس مسألة أرقام، بل مسألة عدل.

والعدل هنا ليس رفاهية، بل شرط لا يقوم التعدد إلا به.

هو مسؤولية قلب وعقل قبل أن يكون مسؤولية مال ونفقة.

فمن ظن أنه مجرد حق للرجل، وأهمل كونه اختبارًا لقدرته على الإنصاف، فقد ظلم نفسه وظلم النساء.

 

مشكلتنا ليست مع النصوص الشرعية، بل مع قلوب ضاقت عن استيعابها، ومع مجتمع ربّى أبناءه على الخوف من المشاركة، سواء في الحكم أو في الحب.

نحن بحاجة إلى شجاعة الصراحة، وإلى وعي يوازن بين شرع الله وواقع الحياة، حتى لا تظل سنة التعدد حبيسة الكتب، ولا تبقى شراكاتنا – في السياسة وفي الزواج – رهينة الأنانية والتوجس.

 

فالتعدد الذي أراده الله كان بابًا للرحمة، ومظلة للعدل، وسبيلاً لإعمار الأرض بالود والذرية.

لكننا، حين أضعناه، أضعنا معه شيئًا من إنسانيتنا.

 

وهكذا، يبقى التعدد امتحانًا حقيقيًا لمدى صدقنا مع ديننا وقدرتنا على حمل أمانة العدل.

فإما أن نرفعه بميزان الرحمة والحكمة، فنحيي به سنة السماء على وجهها الصحيح، أو نتركه رهينة الأهواء والمخاوف، حتى يظل بيننا نصًا محفوظًا في الكتب، غائبًا عن البيوت والقلوب.

وحينها، لن يكون التعدد هو المشكلة، بل نحن الذين ضاقت صدورنا عن رحابة ما أراده الله لنا.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350752
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205279
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190429
4الكاتبمدونة زينب حمدي176721
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138588
6الكاتبمدونة مني امين118865
7الكاتبمدونة سمير حماد 112763
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103951
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101356
10الكاتبمدونة مني العقدة98637

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

908 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع