هذا الشعب لا يستحق سفك مزيدًا من دماءٍ أخرى، يكفي ما عاشه من مقاومة مستمرة لأنظمة لا تكترث لاحتياجاته في كل التجارب التي تعاقبت عليها النخب هنا لا يمكننا النظر بعين المراقب أكثر من صمتنا الذي لازم فشل تلك النخب الغيث كانت شرارة الثورة التي أطلقتها مجموعات طلابية في مدارس مدن وولايات طرفية الذين خرجوا تنديدًا برفض الأنظمة المستبدة والقاهرة حرفيًا إلتزموا المقاومون ونظموا صفوف النضال المدني السلمي حتى حققوا ما خططوا له وسعوا وعملوا عليه بجدية وأخلاق وهذا ما يستحقونه.
فعزلة الحكومات لشعبها لا تنطلي على هذا الجيل فهو جيل أدرك ما يجب أن يكون عليه وما ينبقي أن يفعل حيال ما يستحق حتى إن أطر الأمر لتقديم ضحايا فهو لم يأتي بدولة محترمة دولة يستحضرها التاريخ البشري وهذا ما فعلته ثورة ديسمبر العظيمة.
لم نكن بصدد الاستشهاد بثورة ديسمبر 2018 التي سبقتها ثورات سلمية عظيمة بذات القدر أكتوبر1964 وأبريل 1985 لكن هنا كان التميز بأنّ هذه الثورة جاءت بفعلٍ في ظاهره احتجاج طلابي وسرعان ما انتظمت عبر نقابة تجمع المهنيين كتحالف نقابي مدني سلمي شبابي مقاوم ينظم صوت الجماهير ويهندس وقائع التنفيذ الذي كان واضح في نجاح المواكب الجماهيرية الهادرة والملتزمة بالسلمية هنا لا يمكننا ان نكون شهودًا على القتل المجاني للشعب والتهجير القسري فإن لم يكن لنا فعل في الميدان مع جيش الدولة علينا أن ندعم قراراته السياسية والعسكرية حتى تحرير الوطن من براثن الملايش وليكون عبرة للحركات خارج نطاق المؤسسة العسكرية فالجيش المهني لم يتشكّل طالما بعد الجماهير من مؤسسة الدولة وطالما هناك مجموعات مدنية قلة لها تأثير على إحداث وتشكيل رايً مضاد يتبعهم مواطنين وجماهير بدون وعيٍ وهذا ما نخشاه فالذي اتخذ طريقة معاديًا لا يرجى منه نفعُ





































