آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. الريف الشمالي بالنيل الأزرق.. مناطق خارج عداد التنمية

في قلب النيل الأزرق، حيث تمتد القرى والبلدات على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة، تعيش مجتمعات ريفية ما زالت بعيدة كل البعد عن الخدمات الأساسية التي تشكّل أبسط مقومات الحياة الكريمة. فالمياه الصحية شبه معدومة، والكهرباء لا وجود لها إلا في نطاق محدود، أما الخدمات الصحية فتكاد تنحصر في مراكز بدائية لا تكفي لمواجهة أبسط الحالات الطارئة.

 

هذا الواقع ليس جديدًا، بل هو نتيجة تراكمات طويلة من الوعود السياسية التي كانت تتكرر مع كل دورة انتخابية. قادة الأحزاب درجوا على زيارة هذه المناطق في مواسم الاقتراع، يوزّعون الوعود تارة، ويغذّون آمال البسطاء تارة أخرى، لكن سرعان ما تُدفن هذه الوعود مع صناديق التصويت، فلا تعود للسطح إلا مع حملة انتخابية لاحقة. وبهذا ظلّ المواطنون أسرى دائرة مغلقة من الخداع السياسي والتضليل المتكرر.

 

ومع ذلك، يظل هناك خيط أمل يلوح في الأفق، إذ أن هذه المناطق تُذكر أحيانًا في خطابات السياسيين وخطط التنمية المعلنة، لكنّ الذكر غالبًا ما يكون لأغراض مصلحية بحتة، وليس من منطلق رؤية تنموية حقيقية.

 

المؤسف حقًا أن الريف الشمالي للنيل الأزرق ليس منطقة هامشية بلا قيمة؛ بل هو من أهم الأقاليم الزراعية وأكثرها ثراءً بالموارد. هنا تتوزع مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة التي تنتج محاصيل متنوعة، وتنتشر ثروة حيوانية ضخمة يعتمد عليها الاقتصاد المحلي، فضلًا عن غابات الصمغ العربي – بشجري الهشاب والطلح – التي تُعد مصدر رزق لآلاف الأسر. الصمغ وحده سلعة استراتيجية على المستوى الوطني، تصدّر للخارج وتدخل العملة الصعبة إلى خزائن الدولة، بينما يظل المنتجون أنفسهم يعيشون في ظروف قاسية بلا خدمات تليق بتضحياتهم.

 

التعليم يمثل صورة أخرى من صور التهميش. فبينما كان من المفترض أن تُنشأ مدارس ثانوية ومتوسطة تغطي كل قرى الريف الشمالي، ظلّ هذا الأمر مجرد حبر على ورق. القليل من المدارس القائمة اليوم نشأ بفضل جهود مجالس الآباء المحليين، الذين يجمعون التبرعات من أبناء القرية لبناء فصل أو تجهيز مقاعد أو دفع رواتب المعلمين. أما وزارة التربية والتعليم، التي يفترض أن تضطلع بدورها، فقد غابت خططها التنموية تمامًا عن هذه المناطق.

 

البنية التحتية بدورها تكشف عن عمق الأزمة. فالطرق الترابية غير المعبدة تجعل حياة الناس جحيمًا في فصل الخريف، حيث تنقطع القرى عن عاصمة الإقليم وتصبح معزولة عن العالم الخارجي. يزداد الوضع سوءًا عندما يحتاج مريض إلى مستشفى أو طالب إلى مدرسة أو مزارع إلى سوق لتصريف منتجاته. ومن أبرز الأمثلة طريق الروصيرص – سنار (الجهة الشرقية)، وهو طريق استراتيجي يربط مناطق الإنتاج الزراعي والحيواني بالأسواق المحلية والإقليمية، بل ويمثل رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني. ومع ذلك، ظل هذا الطريق مهملاً لعقود، وكأن تغييب التنمية عنه كان مقصودًا أو نتاجًا للمحسوبية والإدارة غير الرشيدة.

 

إن تغييب التنمية عن هذه المناطق لا يقتصر أثره على السكان المحليين وحدهم، بل يمتد ليؤثر على مجمل اقتصاد الإقليم والدولة. فحرمان منطقة تمتلك كل هذه الموارد من الخدمات الأساسية يعني تعطيل عجلة الإنتاج، وتقليص العوائد الاقتصادية، وحرمان الأسواق من منتجات أساسية يمكن أن تسد فجوات كبيرة في الغذاء والتجارة.

 

الأدهى من ذلك أن استمرار هذا الوضع يفتح الباب أمام هجرة الشباب من الريف إلى المدن أو إلى خارج البلاد، بحثًا عن فرص أفضل. ومع نزيف الهجرة تتراجع القوة الإنتاجية للريف، وتزداد هشاشة البنية الاجتماعية، ويخسر الوطن طاقات بشرية كان يمكن أن تسهم في نهضته.

 

لقد آن الأوان أن تكسر حكومة الإقليم هذه الحلقة المفرغة. المطلوب ليس وعودًا جديدة ولا خطابات براقة، بل خطوات عملية تبدأ بوضع طريق الروصيرص – أم درمان وملحقاته على رأس الأولويات، إلى جانب مشروعات مياه الشرب، والكهرباء الريفية، وتوسيع خدمات الصحة والتعليم. البدء في هذه الخطوات يجب أن يكون عاجلًا وملموسًا، لا سيما مع مطلع ديسمبر المقبل، حتى يطمئن المواطنون أن حديث التنمية لم يعد مجرد شعارات جوفاء.

 

إن إنصاف الريف الشمالي بالنيل الأزرق ليس تفضلاً من أحد، بل هو استحقاق وطني، وحق أصيل لمواطنين ظلوا على الدوام يرفدون اقتصاد السودان بخيرات أرضهم وعرق جبينهم. وما لم تدرك الحكومات المتعاقبة هذه الحقيقة، فستظل فجوة الثقة بين المواطن والدولة في اتساع مستمر، وستظل التنمية مجرد كلمة غائبة عن قاموس هذه المناطق.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350705
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205249
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190395
4الكاتبمدونة زينب حمدي176718
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138560
6الكاتبمدونة مني امين118862
7الكاتبمدونة سمير حماد 112752
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103938
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101334
10الكاتبمدونة مني العقدة98625

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

237 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع