آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. الرياضيات… عشقٌ لا ينطفئ

منذ سنوات الدراسة الأولى، كان لي مع الرياضيات حكاية مختلفة. لم تكن مجرد مادة دراسية في جدول الحصص، بل كانت نافذة أطلّ منها على عالم أوسع من الأرقام والمعادلات. كنت أترقب حصة الرياضيات بشغف، بينما يتظاهر كثيرٌ من زملائي بعدم حبّها، بل ويطلقون عليها في المرحلة الثانوية اسم “فراق الحبان”، لا أدري كيف التصق بها هذا الاسم الغريب! خصوصًا وأن طلاب المساق العلمي هم الأجدر بأن يكونوا عشّاقها، لا أن ينفروا منها.

 

كنت أحب الرياضيات لأنها كانت تمنحني شعورًا بالانضباط العقلي، وكأنها تمارين يومية للياقة الذهن. لم تكن المسألة بالنسبة لي أن أحلّ معادلة فحسب، بل أن أتعلّم الصبر والتدرّج في الوصول إلى الحل، أن أدرّب نفسي على التفكير المنطقي، وأن أكتشف متعة الوصول إلى النتيجة بعد رحلة من المحاولات. ولهذا السبب كانت الرياضيات بالنسبة لي أقرب إلى فلسفة للحياة منها إلى مجرد مادة تعليمية.

 

وما زاد شغفي بها أن جدول الحصص كان يمنحها الصدارة في معظم المراحل؛ تأتي دائمًا في الحصص الأولى قبل الفطور، حين يكون الذهن صافيًا والجسد أكثر نشاطًا، فيتهيأ الطالب لتلقّي القوانين والإثباتات الجديدة بتركيز عالٍ. كنت أشعر أن عقلي في تلك اللحظات أشبه بصفحة بيضاء جاهزة لأن تُكتب عليها معادلة أو فكرة، فتترسّخ في الذاكرة وتبقى عالقة لوقت طويل.

 

أما المعلمون الذين حملوا على عاتقهم تدريس هذه المادة، فقد كانوا في نظري شخصيات استثنائية. كنت ألحظ أن كل معلم رياضيات تقريبًا يتمتع بكاريزما خاصة: صرامة وانضباط في قاعة الدرس، لا يقبلون التهاون ولا يتركون مجالًا للفوضى، ثم روح ودودة وابتسامة خفيفة خارج الفصل، تجعلك تراه كصديق طفولة أكثر منه أستاذًا. هذه الثنائية جعلتني أؤمن أن من يدرّس الرياضيات لا بد أن يجمع بين أمرين: الكفاءة العالية، والشخصية القادرة على بثّ الثقة في نفوس الطلاب وشدّ انتباههم.

 

وقد لاحظت أيضًا أن الطلاب أنفسهم يحمّلون أستاذ الرياضيات مسؤولية مضاعفة، لأن قناعتهم الراسخة تقول: "إن لم نفهم المعلومة من الأستاذ، فلن نفهمها من أحد." ومن هنا تصبح الحصة لحظة حاسمة، إمّا أن يخرج الطالب منها وقد استوعب تمامًا، أو يبقى في حيرة تستعصي عليه مهما حاول بعد ذلك. ولهذا يصبح تدريس الرياضيات مسؤولية من نوع خاص، تتطلب أسلوبًا مباشرًا وقدرة على التبسيط دون إخلال بالعمق.

 

وحين أسترجع مسيرتي الدراسية، أجد أن أساتذة الرياضيات – من الابتدائية حتى الجامعة – كانوا يتمتعون بذات الصفات: الانضباط، الجدية، الكفاءة العالية، والحرص على إيصال المعلومة بوضوح. ولا أدري حتى الآن: أهو محض صدفة، أم أن طبيعة الرياضيات تفرض على من يدرّسها أن يكون كذلك؟ وربما الأمر لا يقتصر على الرياضيات وحدها؛ فقد وجدتُ صفات شبيهة لدى معلمي الفيزياء والكيمياء والأحياء، إذ أن هذه المواد العلمية جميعها تحتاج إلى ذهن دقيق وشخصية منظمة.

 

أما في حياتي اليومية، فقد تركت الرياضيات أثرًا أبعد من قاعة الدرس. تعلمت منها أن كل مشكلة – مهما بدت معقدة – يمكن تفكيكها إلى أجزاء صغيرة يسهل التعامل معها، وأن الخطأ ليس نهاية الطريق بل خطوة في اتجاه الحل الصحيح، وأن الصبر والمثابرة قد يفتحان بابًا للنجاح لم يخطر على البال. صرت أتعامل مع الحياة وكأنها معادلة كبرى: تحتاج إلى ترتيب معطيات، بحث عن المجهول، وربما بعض التجريب قبل الوصول إلى اليقين.

 

الرياضيات لم تكن مجرد ذكريات دراسية عابرة، بل صارت جزءًا من طريقتي في التفكير، أداة أنظر بها إلى العالم، ومفتاحًا لفهم الحياة بمنطقها الخفي. وربما لهذا السبب، ورغم مرور السنين، لا يزال في داخلي ذلك الطفل الذي كان يفرح بقدوم حصة الرياضيات، وكأنها موعد مع لعبة عقلية أحبها ولا أملّها أبدًا.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350575
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205175
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190295
4الكاتبمدونة زينب حمدي176688
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138502
6الكاتبمدونة مني امين118848
7الكاتبمدونة سمير حماد 112701
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103899
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101271
10الكاتبمدونة مني العقدة98593

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع