التبرج ظاهرة أبرزتها الثقافة الغربية وتماهت معها الدول العربية الافريقية فكل ما تشاهده أسرنا ونساءنا وحتى نحن الرجال على شاشات التلفاز نتأثر به ونسعى إلى التشبه به فتتحول مجتمعاتننا وتذوب بناء على ذلك وتم نقله إلى بيوتنا قبل تحليل الظاهرة علينا أن نشير إلى معلومة حتىّ لا تظهر أننا متحاملون مع دين ما نؤكد أنّ مجتمعنا متعدد الأديان ونقل هذه الثقافة تضررت منه كل المجتمعات المحلية بمختلف الأديان في السابق كنا جميعنا نلتزم بتعاليم الدين وأعراف المجتمع في ارتداء الزي المحتشم وحتى شكل وتربية الأنثى والأبناء عموما يتشابه بل تجده شبه متساوي عند كل المجتمعات في الريف والمدن والعاصمة
الأنثي السودانية لم تكن بمعزل عن الأنثي العربية الإفريقية كما تأثرت تلك المجتمعات بالقدر ذاته، نقلت لنا ظاهرة التحرر وصيغ لنا التحرر بمفهوم التحرر من قيود المجتمع التي تضر بالأنثي وتقيد وتكبل حريتها لكنّ الواقع لم يكون كذلك فتاثير هذا المفهوم أحدث نقلة سالبة إذ تحولت الأنثي السودانية إلى إمراة مسلوبة الهوية والثقافة وحتى ذاتها فلم تتحرر فهي بذلك لم تتحر من الزي فقط بل حتى تفكيرها أصبح مغاير لعقلية الأنثي السودانية تجدها ترتدي ما لم يتماشي حتى مع شخصيتها
هنا القصد لايعني تنثيق الألوان بقدرما طبيعة الأسرة تفرض علينا الالتزام بزي محدد داخل المنزل امّا عندما تخرج إلى السوق أو العمل فهناك حدود بعض المناطق تلتزم بزي محدد اما العاصمة فتماهت فيها الإنثي مع الثقافة الغربية العالمية والآن فتيات القرى كذلك إندمجن مع التقدم الحضري تجد إحداهن قد درست في إحدى الجامعات في العاصمة وطبيعي يجدث لها تأثير لكن الأرجح أن يكون التأثير في جانب إيجابي وليس فقط في مسائل الشكل المورفولجي لشخصيتها التبديل والتغيير الأفضل وهذا مايتوقع من خريجوا الجامعات لايمكننا حصره على التغيير في شكل الأنثي فقط بل يتعداه إلى أن تكون أنثي رائدة وقائدة وأن تأتي موشحة بزخيرة علمية تفيدها وتفيد بها منطقتها لتساهم في تعزيز الإنتاج وتسهم في توعية النساء بالعمل والقراءة وتطوير مواهبهن فمن تجدها مهتمة بالموضة ومهتمة بشخصيتها وتغييرها والسعي إلى تغيير شخصيتها بحجة التحرر نفسه أمثال هؤلاء النسوة كأنهن يعيشن في رحاب الخيال وليست في واقعنا وينطلي عليها عندما تنهي دراستها إلى الشخصية العاجزة والجالسة في منزلها وبلا شك قد لايكون لها بصمة إن توظفت
فمن أرادت التماهي فهو لم يكن كما نشهد هذه الصورة مريبة وتهدد ثقافة الأنثي نفسها فتلك المجتمعات لا تشبه مجتمعاتنا السودانية ولاتشبه مجتماعتنا الإفريقية علينا أخذ الجانب الإيجابي المضيء الذي يسهم في بناء شخصيتنا لنكون لنا دور طليعي متقدم في بناء الذات أولًا ومن ثمّ مجتمعنا





































