حياتنا عادة مكشوفة للجميع، بل تتشابه إلى حدٍ كبير حتى في برنامج اليوم الثابت عندنا في السودان سوا في المدن أو الريف بجماله وعزلته الكاملة عن المدينة نجده يجتمع مع المدينة في روتين اليوم بالنسبة لحياة الناس هنا وهناك التفاصيل متشابهة بشكل كامل لا نقوص في تقسيم مهن ووظائف المواطنين لكنني أتطرق في عجالة لذكر ملامح ثقافة السودانيين التي أصبحت سمة امر يجمع ويتفق حوله العامة فهو على سبيل المثال نجد إنه عند فجر كل يوم جديد لتجد الناس يتسابقون نحو سوق العمل فلا نذكر بالتفصيل وظيفة أيٍّ منهم لكنّهم جميعًا يخرجون عند الصباح الباكر بحثًا عن رزق اليوم فمعظمهم يذهب نحو عربات المواصلات التي تكون اقل تذكرة وعدد قليل جدًا يذهب نحو المواصلات السريرة وبتكلفة أعلى فيكون هناك تدكس وازدحام نحو وحول العربات الكبيرة (تذكرة أقل) الجميع يكون في حالة غضب والمفارقة أن هذا أصبح يتجدد يوميًا يمكننا ان نطلق عليه ثقافتنا في ركوب السيارات التي تنقلنا الى سوق العمل باتت موحدة تمامًا، هذه الحالات كنا نشاهدها فقط في حوش المستشفيات والمطارات وأيضًا أماكن توزيع الاغاثات للمتضررين اي اماكن المحلات التي تعطي المنح والعطايا والهدايا والخدمة التي تهم المواطن باقل سعر.
هذا الوضع استفاد منه كثيرون خاصة الشباب عدد كبير من الشباب بني حياته الاجتماعية في صفوف وزحمة المواصلات اذ اجتمع منهم بشريكة حياته وتزوج وعاشا برفاهية وسعادة وسلام وآخرون شكلوا صداقات رصينة من هذه الاجتماعات المتكررة وهذا تحديدا اخصص الحديث عن فئة الشباب ابتي بنت علاقات اجتماعية متينة لم تفككها أي تحديات أو عوائق أو حتى ظروف استثنائية في تقديري ولتكون عزيزي القاري في الصورة هذا التماسك والترابط والانسجام تقويه مصالح مشتركة ومتجددة وإن كانت هذه العلاقة والصداقة والترابط هذا مضر بالمجتمع وبحياة الشباب الذي شكلوا صداقتهم من أجل ارضاء شهوات النفس، هذه العلاقة جرت الشباب الى عالم اخر إنه العالم الخفي الذي لا يمكن لأي والد أن يجعل ابنه أحد عناصر هذا العالم الا اذا كانت تصرفات الابن غير معلومة للوالد، بنت علاقة هؤلاء بطلب أحد عود كبريت كي يشعل به سيجارة وبالفعل تشارك عود الكبريت وتشارك السيجارة وتعرفا بشكل ودي على عجالة لكنهم لا يتركوا هذا التعارف حبيس هذه اللحظات بل تشارك وسائل التواصل بينهم وبالفعل اجتمعوا في مكانٍ آخر في جلسة صفاء وتثامر حتى أنصاف الليالي وكانت جلسة مليئة بمعدات الفوضى والهمجية لم تخلو من المحرمات الحشيش والخمر كل هذا كان متوفر في كل الجلسات هناك من سيسعى الى تدمير هؤلاء الشباب بشكل خفي لكن لم يكتشف بعد
هكذا أصبحت هذه الجلسة تتجدد وهي سر تجدد وتماسك العلاقة التي نمت بينهم في ظروف ليست مصادفة بل كانت متكررة
سأل أحد الاباء ابنه الذي كان أحد عناصر هذه الشلة والمجموعة اين كنت البارحة افتقدناك عندما كنا في المقابر لتجهيز قبر خالتك (سعدية بت محمود ) رد إليه ولا زال أثر الحشيش مسيطر على عقله يا حاج انا كنت بعيد من عالمكم كنت في العالم الخفي الذي ان اصطحبك معي إلى هذا العالم قد لا تعود إلى هذا المجتمع الرجعي المتخلف نظر الوالد وهو في دهشة من رد ابنه، لكنه لم يفهم حتى الآن أين وما معني العالم الخفي الذي غيّر سلوك وثقافة ابنه الذي كان يتسابق نحو المسجد وأماكن الذكر