توقفنا في مقالنا السابق عند الحديث الشريف:-
روى البخاري في صحيحه قال: «حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس»
الزكاة هي ضمن الأركان الخمسة في الفقة الإسلامي التي أصل الفقهاء لها في كتب التراث الإسلامي ، وفي باب الزكاة يوجد ما يعرف لديهم بأسم زكاة الركاز ، والركاز اصطلاحا يعرف بأنه ما اركز في الأرض بفعل الإنسان سواءا على ظهرها او باطنها ، وليس المراد من الركاز كل ما هو موجود على الأرض من المواد الخام مثل الحديد والذهب وغيره ، لا هذه معادن خام في طبيعة الأرض لا تدخل في معنى الركاز لغويا ، اما في الفقة الإسلامي الأصل في زكاة الركاز هو دفين اهل الجاهليه ، لذلك بعضهم من وسع دائرة الركاز بحيث تشمل استخراج زكاتها من كل الاثار التي ركزها الإنسان في الماضي في الأرض وهناك من ضيق دائرتها بحيث يكون اخراج زكاة الركاز من دفين اهل الجاهليه فقط وليس كل الاثار يستخرج منها الزكاة وهذا رأي العلامة بن عثيمين رحمه الله ، لكن وصل الامر ببعض المعاصرين أن يدخل النفط في الركاز ويستخرج منه زكاة الركاز مع أن النفط ليس شيء وضعه الإنسان إنما حاله حال باقي المعادن الموجوده في الأرض ، في كل الأحوال حتى من ضيق الدائرة في الاثار التي يشملها الركاز لم يخرج دفين اهل الجاهلية منه لأنه الأصل في الركاز ، وهنا يأتي سؤال لو كان تداول هذه الاثار كسلعه حرام كيف يضع الفقه نظام لإدارة أموالها ؟ ، هل تجوز الزكاة في المال الحرام؟ ، بمعنى اذا سرق احدهم مالاً هل الواجب أن يرجع ذلك المال ام يستخرج منه الزكاة ؟ ، قد يقول البعض أن الركاز المراد به دفين الجاهليه من أدوات غير ماكان يستخدم لإغراض شركية ، مثل الاواني الفخارية والمنزليه او السيوف او أي شيء اخر مثل الغنائم التي تكلمنا عنها او غير ماكان يمارس به الشرك ، أقول ردا عليه ما قاله العلامه ابن باز في نور على الدرب ، لأن العلامه ابن باز كانت عبارته دقيقة في هذا الصدد حيث أنه قال (تكون عليه علامه من علامات اهل الجاهليه) ونحن نعلم أن أوضح علامات الجاهليه هي الشرك ، نعم بعضهم قال اذا كان الأثر مصنوع من معدن نفيس حتى ولو كان صنم او شيء شركي ، يعاد تدويره وسكه من جديد ، بالنسبة لي لا بأس في ذلك ، على الأقل نستفيد منه ولو بقدر الحصول على ثمن المعدن لكن لا يتلف ويكسر ويحرم التعامل معه والبحث عنه ، شيء جميل أن يؤصل للاثار في الفقه الإسلامي على مستوى المتعامل مع المادة بشكل نفعي ،والركاز بالمناسبة ما مقداره 20 % من قيمة الأثر، لكن لماذا لا يؤصل للتفكر في المادة والذي تجد له ايات واحاديث كثيرة ، سواءا كانت اثار جماد او في عالم الاحياء كم قال (افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت) ، لماذا لا تجد شعيرة التفكر في خلق الله في الفقة الإسلامي ؟ ، لماذا لا يؤصل لها ويتم الحث على ممارستها والقيام بها كما هو الحال في باقي الاحكام الفقيه المتعلقة بالصلاة والزكاة وغيرها ؟ ، مع أن القرآن الكريم اكد عليها بشكل كبير في مواضع كثيره من تبيأن النظر والتفكر والتعقل والتدبر وغيرها وهنا اريد أن اختم سلسة مقالاتي بقول الله سبحأنه وتعالى عن الخلق أنه ليس عبثيا ، لكي نتعامل مع هذه الحياة بعبثيه فنذهب لنكسر وندمر ونفجر ونقتل ، نعيش هذه الحياة مع الاستذكار بأننا سنرجع الى لله سبحأنه وتعالى لذلك أنظر في نفسك وأنت في ذلك الموقف العظيم الذي ستلقى فيه وجه الله هل تحب أن تكون هناك ومعك الخراب والتدمير والقتل، ام أنك تريد أن تقف وقد بنيت وساعدت واحييت ونشرت السرور بين الناس تدبروا في الآيه جيدا (افحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون)
جواد الحربي...
آمال محمد صالح احمد
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
أيمن موسي أحمد موسي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري
رهام يوسف معلا
هند حمدي عبد الكريم السيد
يوستينا الفي قلادة برسوم
ياسمين أحمد محمد فتحي رحمي
فيرا زولوتاريفا
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
ياسر محمود سلمي
زينب حمدي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 

































