يمر يومي بفصول السنة الأربعة ما بين...
قيظ يلهب روحي
ودفء يطوق أحلامي
وزمهرير يرعد أوصالي
وصقيع يذكرني بوحدتي..
هبات ريح تعصف بذهني وما مشاعري منها ناجية، تحملهما الأنواء بعيدا بعالم لم يطئه بشر ولم يسمع حسيسها كائن، تتطاير خلالها لحظاتي الهانئة كنسمات ربيعية تدغدغ أساريري لِماما وتتلاشى كما لم تكن، أحاول استدرار مبسم آمالي مستجدية فراشاتي الموسمية المتناثرة لاستبقائها ولكنها سرعان ما ترحل غير آبهه بتوسلي..
وبين غمض ولحظ تُستدعى صورة ضبابية مغبشة تنبأ بعنان الخريف العابس يفرض تسيده سماء ماضيّ الساخط وطمس ذاك الوميض موشك الانبثاق ليندثر تماما ويحل ظلام دامس وجو خانق لا متناه، تلطمني أعاصير ذكراي البائسة وترديني بهوة سحيقة من التيه فوهتها الجحيم وقاعها أتراحي القابعة بقلبي المضطرم، يصدح بغياهبه أنّاتي لا يسمع صداه إلا هشاشتي بل صلابتي المزعومة، صخور جاثمة على صدري لا يزحزحها أيادي اليقين المذبذب، معاول تضرب رأسي تهشمه ولا تزحزح أحزاني قيد أنملة، ترسم كآبتي بخط من عجز يحدها الحيرة والتشتت ويتوسطها الضجر، برودة تسري بأوصالي المرتجفة تحيي أشجاني المختبئة بين حنايا نفسي الكسيرة، مخاوف وإرهاصات لا تمت للواقع بصلة تربك روحي وتزلزل كياني تخبرني بقدوم جيوش من الغصص متسلحة بالخيبات تصوبها ناح فؤادي لتدميه على قارعة الوهم، حروب محتدمة ما بين إدراكي ولا مبالاتي، نزاع بين عقلي اليقظ وقلبي الغافل أو بالأحرى المتغافل، نزال وحدي فيه الخاسرة براية استسلام مخزية بعد نزف طال، آلام يشاطرها عبرات مالحة تفر من مآقي علها تحد من حرقتها وأنا مازلت بمكاني شاردة ولا أنبس!
سويعاتٌ.. ما هي إلا سويعات حصرًا؛ لكنها عمرًا من وجع!








































