إليكِ
لا أعلم يا رفيقة متى تلاقت أرواحنا على سطور الشجون؟ ومتى تواعدت جُملنا الساخطة في خريفها البائس على قارعة المداد؟ دائماً ما تخونني ذاكرتي لكن قلبي أبدًا لن يخون؛ سأخبركِ وأرجوكِ ألا تتأففي وأمهليني فرصة التبرير، حروفنا يا رفيقة كالقنافذ كلما اقتربت بحروفها المسلولة ونقاطها المستعرة زادتنا إيلاما، لا تتعجلين بالحكم عليّ وتصبي جام غضبك على حرفي الساكن، فسوط حرفك المشدّد يؤجج داخلي رهبة لا تعلمينها، صدقيني أنا لا أرغب بتشظي الحروف على أسطرنا ولا أرغب بنصل غادر يصيب كلماتك قبل أن يصيب فؤادي، كل ما أردته يا حبيبة، نعم كما قرأتِ أنتِ الحبيبة، أعلم أن هاته الكلمة استوقفتكِ ولكني قصدت كل حرف بها، وقد أقسمت لكِ أني لم أتلفظ بها لأحدٍ إلا وعنيتها، المهم أني ما أردت إلا تلك المسافة التي طالما حافظتُ عليها، أن تظل تلك الفاصلة المنقوطة تفصل الكلمات بيننا، أن لا تتماهى حروفنا في دروب الكلم، أن لا تتعانق أبياتنا فليس كل العناق احتواء، بعضها تكسير للأضلع، أخبريني بالله عليكِ كيف لمن اعتنق البيان، والحكمة مذهبه أن يتخندق في حروف لا تحتويه؟!








































