أحببت والدي كثيرا لكن ضن الزمان علَي به. استكثر وجوده معي فترة أطول. لكن أحمد الله أن ارتاح أخيرا من مرضه الذي كنت أشعر بأنانيتي كلما دعوت الله أن يبقيه لي رغم ما يلاقيه من آلام مبرحة،فاختار الله له القدر الأفضل إلى جواره.فُجعت بفقده ولم يتبق لي سواه منذ أن كنت طفلا صغيرا، وهو الذي قاوم مرضه كثيرا من أجلي و قاوم شوقه لحبيبة عمره و رفيقة دربه و أم ولده أعظم ما أنجزاه معا كما كانا يقولان دائما عني. تخلى عن راحته بمنأى عن من أسقته راحتيها الراحة والحب. تلمس راحته و أمانه في جزء منها هو آخر و أهم ما تشاركاه سويا إلى أن استسلم جسده النحيل الذي أنهكه الألم لنداء الجزء الآخر من قلبه الذي ظل يئن بفقدها لسنوات بعد أن ترك لي إرثا أخلاقيا و ماديا هو كل مقوماتي التي استند إليها في الحياة وهو كل عذره لها بتركي حين يلقاها