هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • انها حرب وليست مسرحية
  • تبًا لعالم لا يعرف السلام
  • العناق الأخير في أول لحظة
  • الست المطلقه…و العيال اللي بينهم
  • بُنيان
  • قتل المصلين في الكنيسة بسوريا
  • زهرة الرقيقة
  • خذلان الدور
  • الكشك - الحلقة الثانية : يوم الاثنين
  • إلى أين يسوق ترامب العالم؟
  • أنا في سكة ملهاش رجوع
  • ربي عيالك (٩)
  • صانع دموعي
  • ندبة في حياتي..
  • لَيْتَنِي تَعَلَّمْتُ
  • لماذا نُحب؟
  • أول مرة أحبّ
  • في صدري مدنٌ لاتُبنى
  • زلة لسان
  • رجل بلا وجه
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غادة سيد
  5. شطحات رحلة .. ١_ شنطة سفر

. شنطة سفر

كان اللقاء الاول في صالة المغادرة بمطار القاهرة لمحها من بعيد.جذبته بتوردها الذي يشع بهجة مستعرة. تلك الهالة المتوهجة التي تحيطها لينال كل من يقترب نصيبه من شظاياها المتطايرة  فيشتعل صميم قلبه شغفا و حبا. نشيطة هي وحماسية و لا تكف ابدا عن الحركة. رغم انها مقيدة في يد صاحبتها. لاحظ انبهارها بما حولها فعلم أنه سفرها الأول.
بينما هو  المخضرم الذي قضى السنوات في المطارات  يغلب عليه اللون الداكن الذي خيم على حياته و قد انقضى منها الكثير في ترحال شاق متواصل ترك آثاره الواضحة على أشلائه الممزقة التي لم تفلح كل محاولات الترميم في اخفائها بتلك الدرزات التي توجع أكثر مما تصلح. هل يمكن أن يلفت نظرها  بمظهره الرث وسط كل هذا المحيط الزاخر بعيون رامقة تأكلها أعجابا و رغبة. تمنى لو وجهت تلك الحركة الدائبة نحوه فهو لا يملك الشجاعة على اتخاذ هذه الخطوة. ولكن كيف لهما ذلك وهما لا يملكان حرية التصرف. فكل منهما رهن قرار صاحبه.
النداء الاخير للرحلة.. متوجه بلا ارادة منه الا إرادة البحث عنها وسط الحقائب المصطفة. نعم هي قريبة يشعر بطاقة الحب  وحرارته تنبعث من العربة الأمامية و قد تعلقت عربته بعربتها تتبعها وهي تسير بمحاذاة حافلة المسافرين. لم يمكنه ازدحام المكان الخانق من رؤيتها الا بعد ان انعطفت تلك العربة يمينا فظهر نورها الخاطف الذي لم يلبث ان اختفى بفعل الهزهزات على مدرج المطار  فبرغم نعومته  كانت الحركة تهدهدها و تهز أركانه بحثا عنها بعيون زائغة و قلب مرتجف. تمنى لو جاورته خلال الرحلة  لكن هيهات. فهو لا يتذكر آخر مرة تحققت له فيها أمنية. فكم تمنى استراحة قصيرة أو معاملة طيبة او حتى أن ينال جزءا مما يستحقه من احترام  ومعاملة تليق بكل ما يقدمه ويبذله.
كان مستندا على أحد أركان الأمل و قد أسلم عينيه لحلم منتظرا تحققه بين لحظة واخرى و إن لم يتحقق فيكفي أنه عاشه كما أراد  في خياله. هكذا كان يفكر دائما و هكذا لم تتحقق معظم أحلامه وقد قنع بكونها أحلاما. وربما كان هذا خطأه الذي لم تكن لديه رغبة  يوما لإصلاحه الا اليوم. انتهت الجلبة وحوارات العاملين  وأغلق الباب على ما تحمله بطن الطائرة من حقائب ليستفيق على ورودها الأريجية الساحرة. هي بالفعل بجواره ليس حلما بل حقيقة لا يفصله عنها إلا بعض الحقائب و أحزمة الأمان تلك التي ستبقى مقيدة له طوال الرحلة.  لكن هل تمنع روحه من معانقتها؟  لن يعوق هذا القيد حديثا كم تمنى لو حدثها به منذ أن رآها  ولكن قد يعوقه تلعثم لسانه الذي اعتاد الصمت لسنوات. و قد حان الوقت للتخلي أخيرا عن صمته. فالقدر الذي منحه هذا القرب يذكره أيضا بأن الوقت يمر ولا عزاء إن ضيع فرصته هذه المرة ايضا فقد تكون الأخيرة.
أرسل إليها بكل الحب الذي يجيش به قلبه تحمله ابتسامة رقيقة. بادلته عينيها الناعسة بابتسامة أرق ثم لم تلبث هاتين العينين أن استسلمتا لغفوة حالمة وإن كانت قد حرمته متعة الحديث الذي استعد له بكل حماس لكنها لم تمنعه متعة الصحبة  والألفة، بل مكنته من إمعان التطلع لسحرها بكل هدوء  خشية أن توقظها نظراته. دعته تلك النظرة الباسمة الخاطفة للتسلل إلى جوهرها العميق الذي كان أشد حلاوة من مظهرها الخارجي رغم بهائه. كانت لحظات من السعادة روعتها من روعة القرب الآمن من التقلبات المفاجئة طوال فترة الرحلة. رغم الحرارة المنبعثة فقد كان على يقين انها الحرارة اتي سببتها أول نظرة إليها.حتى أنه لم يلحظ أن الجميع يتفصد عرقا من حوله . هل يعقل أنهم يعانون الحب الذي أعانيه؟ حذاري أن تحبونها. هي لي طوال الرحلة. لا تحرموني منها أو تشاركوني مشاعري تجاهها. لا تستكثرون هذه اللحظات المؤقتة على قلب عانى جفافا وقحولة طوال سنوات.
أضاء المكان وانفتح الباب وعادت الجلبة. و بدأ العمال في حمل الحقائب. لا لا توقظوها... بل أيقظوها لعلي أحظى بنظرة  أخرى.
دُفع دفعا في الممر الضيق المظلم ليخرج منه وقد  استطدم بمصد صغير وتوقف قليلا ليرى المسافرين كل يحدق فيه  بنظراتهم المتفحصة و قبل أن ينطلق في طريقه على السير الكهربائي اصطدمت به قادمة من الخلف غيمة وردية  رقيقة فاعتذرت منه بابتسامة وكلمة أسف كانت كفيلة أن تحلق به مجددا رغم هبوط الطائرة.
رأى  من حوله كل يُجذب من فوق السير بسرعة قبل أن يُحمل بعيدا ليدور دورة أخرى أما  هو فكان في انتظار دوره. جذب بشدة وطرح أرضا بشكل مفاجئ وهي كذلك ابتعدت مع أحد الفتيات المسافرات . كان يعتصر ألما كلما ابتعدت أكثر فألم الفراق قاس و أشد ألما من تلك الدفعات و الهبدات العنيفة. كادت أن تغادر صالة الوصول الى الخارج وهو لايزال مدفوعا بيد هذا العجوز الذي اوسعه ضربا وركلا ليستقر أخيرا على عربة ذات عجلات كالعاجز الغير قادر على الحركة.  بالفعل هو عاجز عن الحركة والكلام والاعتراض والتعبير لكنه غير عاجز عن الحب
وصل أخيرا إلى الخارج. كانت بانتظاره بجوار الفتاة الرقيقة التي كانت تحتضن أقاربها بكل سعادة و قد أبدى جميعهم أعجابا بحقيبتها الوردية اللون الجديدة بزهورها الاريجية الجميلة. منح دقائق أخرى قبل أن يراها تحمل لتوضع على كرسي السيارة الخلفي ليغلق الباب و تنطلق السيارة واضعة كلمة النهاية لأجمل رحلة مر بها منذ سنوات. فهكذا هي الحياة نلتقي لنفترق. نمنح الفرص لتسلب منا. نعيش الأحلام أكثر ما نعيش الواقع. إن لم تكن فاعلا ستكون حتما مفعولا به. قدرك تابع لأقدار الآخرين. لكن لحسن الحظ أنك من تختار أي الطريقين تسلكه.
ركب العجوز   تاكسيا كان منتظرا  بعد أن تأكد من وضع السائق لحقيبته العتيقة المهترئة في الصندوق الخلفي. وانطلق بهما التاكسي مسرعا. آلمته ظلمة المكان وضيقه لكن وحدته كانت أكثر إيلاما وهو لا يعلم هل سيراها يوما؟ هل هناك رحلات جديدة أم هذه آخر الرحلات. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑20الكاتبمدونة منال الشرقاوي204
2↑15الكاتبمدونة غازي جابر52
3↑15الكاتبمدونة محمد عسكر198
4↑14الكاتبمدونة نورا شوقي186
5↑10الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)148
6↑8الكاتبمدونة اسلام أبو علم140
7↑5الكاتبمدونة دينا عاصم21
8↑4الكاتبمدونة منى أحمد42
9↑4الكاتبمدونة حنان الهواري109
10↑3الكاتبمدونة فيروز القطلبي25
11↑3الكاتبمدونة محمد ابو النور29
12↑3الكاتبمدونة مي القاضي34
13↑3الكاتبمدونة نهى رشاد44
14↑3الكاتبمدونة ريهام الخميسي51
15↑3الكاتبمدونة سحر حسب الله55
16↑3الكاتبمدونة كريمان سالم71
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1076
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب692
4الكاتبمدونة ياسر سلمي653
5الكاتبمدونة اشرف الكرم574
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري498
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني424
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب331926
2الكاتبمدونة نهلة حمودة188163
3الكاتبمدونة ياسر سلمي180044
4الكاتبمدونة زينب حمدي169363
5الكاتبمدونة اشرف الكرم129804
6الكاتبمدونة مني امين116466
7الكاتبمدونة سمير حماد 107032
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97465
9الكاتبمدونة مني العقدة94634
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين88963

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
2الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
3الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
4الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
5الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
6الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
7الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
8الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
9الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
10الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18

المتواجدون حالياً

1650 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع