إلى أين ؟ ...
سؤالٌ ظل يراودني بإلحاح وأنا أطالعُ ذلك العنوانِ المثير.. " بعد حينٍ يُبدل الحبُ دارا "...
فبينما أتأهبُ و أُعدُ مؤنةَ الرحلةِ من شحذِ الذهنِ و الترقب بُغيةَ إجلاءِ هذا الغموضَ العميقَ للخضمِ المتلاطمِ من التخيلاتِ والتوقعاتِ التي كانت تدورُ في رأسي. وقد أرخيتُ الشراعَ وبدأتُ في الابحارِ البطيءِ بين السطور و الكلمات... حيث أدركتُ أني مقبلةٌ على مغامرةٍ مبهرةٍ كالتي حظيَ بها المستكشفون القدامى. و اذا بي منذ أول وهلة قد ازيحتِ السترُ عني دفعةً واحدة كاشفةً عن كلِ ما كنتُ أبحثُ عنه بل وأطاردَه في رحلتي... حتى ظننت أن مغامرتي قد أُفسدت علي.. لكن سرعان ما وجدت أن روعتُها قد بدأت الأن و رونقُها والانبهارُ الذي لم يفارقْني لحظةً سيظل رفيقي طوال الطريق و أدركتُ أخيرا أنه و إن أبدل الحب دارا فقد منحني كقارئة بديلا عن الدارِ واحةً خصبةً بعيونها الفوراة و نخيلِها المثقل بالثمر من المفرداتِ والتراكيب اللغوية و البلاغية التي تنطوي على سحرٍ قد تخطى عمقَ المعاني. ونقلني بخفةٍ من صحراءِ الواقعِ القاحلة إلى ما وراء فورانِ الينابيع وضوعِ الرياحين. و قد قيدني هذا عن الانشغال بتعدد القصص والمواقف المسرودة التي لايربط بينها الا رابط الحب وإن كان حبا مفقودا ليطلق سراحي على فكرة لم أستطع منع نفسي من تداولها في شتى أنحاء كياني.
وهي... هل قد يبلغ حبُ اللهِ للعبد الحدَ الذي يخصه بهذا الفيض النوراني و هذا المنح الرباني من الرقي الروحي و التعبيري ؟ هو ليس تأليا على الله مطلقا ولكنه عمقُ تدبرٍ في آيةٍ من آياته نراها كل يوم في مبدعينَ كثرٍ من حولنا ولكننا لم نلتفتْ يوما للبحث عن الحكمةِ وراء هذا العطاء.
عطاءٌ متسلسلٌ لم يبخل صاحبه بشيء مما حباه الله به من موهبةٍ فبورك له فيها وزاده الله ولم ينقصه.





































