١٠. القصة العاشرة
ثلاثون عاما ثقالا لم يمروا عليها بسهولة و يسر، بل كان فيهم من العناء و الألم و الفقد الشيء الكثير. بحثت خلالها عن حضن دافئ يغمرها بطاقة كبيرة من الأمان و العناية، كانا فقط كل ما تنشده من هذه الحياة، لكنهما بالتحديد ما كانت تفتقده و تفتقر إليه في سنوات عمرها المنقضية.
أجهدها البحث حتى أصبحت على قناعة أن الواقع الذي نعيشه خالي مما تبحث عنه. فقررت أن تصنعه بنفسها و تكون هي الأمان و العناية و الدفء لمن يفتقده. كانت تنصت للشكوى لا تمل مهما طال الحديث وتعددت المشاكل. لا فرق عندها بين قريب أو غريب. تبذل الطاقة في محاولة إيجاد الحلول. كانت البئر العميق الذي يحفظ الأسرار و المستودع الذي يلقى فيه بكل الهموم فيسعها و على أتم استعداد لقبول المزيد.
لحظات من السعادة الغامرة طالما تمنتها ولم تجدها لكنها عاشتها بكل صدق في عيون الآخرين.
لم تكن تعلم أن العوض بات قريبا، فهي لم تطلبه بل كانت نيتها خالصة في إسعاد الغير.
لم تجد ضالتها بل القدر هو الذي وضع في طريقها من يذكرها أن الخير موجود و الإخلاص لم يعدم والحلم الصادق لابد أن يتحقق .
أخيرا اختبرت شعورا رائعا كانت تعتقد أنها تعرفه من خلال إسعادها للآخرين لكن ما أن أصبحت في موقعهم حتى شعرت بحقيقة روعته و جماله فكانت المكافأة من جنس العمل.
==
للتعريف بكتابي ركائز الحب العشر