هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تبًا لعالم لا يعرف السلام
  • العناق الأخير في أول لحظة
  • الست المطلقه…و العيال اللي بينهم
  • بُنيان
  • قتل المصلين في الكنيسة بسوريا
  • زهرة الرقيقة
  • خذلان الدور
  • الكشك - الحلقة الثانية : يوم الاثنين
  • إلى أين يسوق ترامب العالم؟
  • أنا في سكة ملهاش رجوع
  • ربي عيالك (٩)
  • صانع دموعي
  • ندبة في حياتي..
  • لَيْتَنِي تَعَلَّمْتُ
  • لماذا نُحب؟
  • أول مرة أحبّ
  • في صدري مدنٌ لاتُبنى
  • زلة لسان
  • رجل بلا وجه
  • رومانسي ومنسى
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غادة سيد
  5. "الرحيمة" الجزء الثالث أم الأخير؟ - دراسة نقدية

بالنظر لإحدى عتبات النص الداخلية تطالعنا صفحة كُتب بها: الفتوحات السكندرية العظيمة، كولاج روائي، الجزء الثالث من الماء العاشق، ثم تليها صفحة الإهداء وهو جملة قصيرة: ( إلى "محي الدين ابن عربي")

ومن هاتَين الصفحتَين نعلمُ أن الإهداءَ لابنِ عربي صاحبِ "الفتوحات المكية" وقد أَهدى إليه الكاتبُ الفتوحات السكندرية العظيمة، وهو أمٌر باعثٌ على استحضارِ كل ما مرت به الإسكندرية  من وقائعَ عظيمةٍ ويُعد محفزٌ لمتابعةِ ما سيضيفُه الكاتبُ من مستجداتٍ.

وللتعرف على ابن عربي من خلال الرواية كما جاء على لسان أحد شخصياتها المحورية وهو الواثق بالله ص 115.

 هو شاعر متصوف وفيلسوف عربي يلقب بالشيخ الأكبر وسلطان العارفين ولد في الاندلس عام 1164 في دمشق وتوفي عام 1240  وله مؤلفات كثيرة قيل أنها بلغت 800 مؤلف ولم يصل لنا منها سوى 100 وله اتباع ومريدون من الصوفيين حتى الآن" .

وهنا تُساق إلينا معلومةٌ أن هذه الرواية هي الجزء الثالث من عملين سابقين أشار الكاتب إلى الأول منهما رواية "الماء العاشق" وترك لنا البحث عن الجزء الثاني لمن لم يقرؤه أو استحضار أحداثهِ لمن قرأه "ثعلب ثعلب" الرواية العجائبية الفريدة، وكل منهما يتميزعن سابقه لكن بنفس الشخوص والأبطال محذوف منها أو مضاف إليها بعض الشخصيات الجديدة التي تنبثق من الأحداث. مما يستفز التنبؤ في نفس المتلقي لبسط متسع  أكبرمن أفق التوقعات التي تجعله متأهبا لعقد المقارنات بين الأجزاء الثلاثة.

 وقد تلبست الرواية فكرَ ابن عربيّ واقتبست من نصوصه و بدت كالشارح لمتونه من خلال سردٍ لأحداثٍ روائيةٍ عجائبية زمانا ومكانا وشخوصا. شخوصٌ تعيش آلاف السنين  ككليوباترا وأحدهم يَترك مرحلة الطفولة ويكبرسنوات ما بين ليلة وضحاها ويتحول من سمكمك إلى الواثقِ باللهِ وليِ العهد، ثم نجده ص 136  قد انكمش حتى اصبح قوقعةً وعاد الى السطح ومعه لؤلؤة عظيمة بعد أن تحول إلى شكله الانساني في غمضةِ عين. وشخصٌ يُبعث من قبره  كالاسكندر الأكبر ليشارك في تأسيس العالم الجديد بخبراته السابقة، وأنسنةُ سمكة المِنشار قائدة الجيوش، وحديثُ كائناتِ سمكمك ولَعِبها مع البشر، ودوُرها في العالمِ الجديد،  ثم فجواتٌ درامية إما تملأ باسترجاع تكميلي كالحال مع غبريس والثعلب الاحمر وعاتيد بن يامين  وكيف أن الثلاثةَ شخصيةٌ واحدة، أو تترك لخيال المتلقي لملئِها، كلٌ بتأويلِه لكائنٍ عملاقٍ غامض أشبه بالسفينة ظهر على سطح الماء فجأة واختفى فجأة وكانت له تأثيراتُه في الروايةِ ووصف بأنه ليس كمثله شيء، مما يجعل المتلقي شريكا في العملية الإبداعية حتى بعد الانتهاء من قراءة النص.

 وبشرٌ يستطيعون العيش تحت الماء أو يسيرون على صفحته الممهدةِ بسلاسةٍ ويسر، وإن أُعطيت لكلِّ ذلك التبريراتُ والمسوغات التي تمنحُها قدرا من المنطقيةِ كما جاء ص 74  أن دَهنَ قيءِ الحوتِ العنبر شرطٌ للتحولِ والسيرِ تحت الماء. متخذا في ذلك من التخييل منهجًا يتناسبُ مع العلم اللدني الذي يتبناهُ الفكرُ الصوفي واشتهر به أعلامُه كابن عربي والذي تمثله هنا الرحيمةُ أمُ الماء، ملكةُ البحار.

لكن ما هذا "الكولاج الروائي" ؟

يُعرف فنُ الكولاج كعمل تشكيلي تركيبي توليفي يعتمد على قصِّ ولصقِ موادٍ وخاماتٍ معا واستخدامِها بشكلٍ مختلف  لتكوينِ وابتكاِر لوحةً فنيةً جديدة.

 وقد وَظفت الروايةُ والقصةٌ القصيرة تقنيةَ الكولاج كأداةٍ سرديةٍ معتمدة وذلك بإقحام مقتطفات من نصوصٍ أخرى متنوعة مع النص الأصلي، لذلك يُعد الكولاجُ مظهرا من مظاهرِ التناص في النصِّ السردي -كما يشير معجم السرديات- كونه يرتبط بعلاقاتٍ حواريةٍ مع نصوص أخرى.

وهو يطرحُ قضيةً نقديةً معاصرةً لخاصيةٍ أفرزتها ما بعد الحداثة بانهيار الحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبية والسماحِ بعبورِ فن على فن ونوع على نوع آخر مما يُعد إثراءً وإغناء للفنَّين معا، ويسهم في تنويع زوايا السرد وتكسيرخطيته وتشظية القصة، وقد يسهم في انشاء دلالاتٍ جديدةٍ للنص، وتوجيهِ القراءةَ التأويلية، فقد تقومُ النصوصُ الملصقةُ مقامَ التفسيرِ للنصِّ التخييلي والتعليقِ عليه، وقد تجمعها به علاقةَ المفارقة والمنافرة.

 في رواية الرحيمة؛ تعددت  وتنوعت النصوص من مقاطعَ من الدياناتِ السماوية  فكان فيها الآياتُ القرآنية والأحاديثُ  النبوية وترانيم وأسفار من العهد القديم والجديد - كما في ص 191 – 182-242 و244 و249 و 292 - وأقوال الصحابة وأشعار الفصحى والعامية -177- مصطفى ابراهيم- وأغاني كاغنية هذه ليلتي لام كلثوم 312 ومقالات  311 كالحديث عن تفسير الرقص من مقال الرقص والحياة للكاتبة الفلسطينية رولا جرس  وقد جعله الكاتبُ من كلامِ كليوباترا لعمر تقول:" ولك أن تعلم أن الرقص هو حركة تقوم بها الروح، وعلى الجسد أن يتعاونَ ويخضعَ وإلا لن تأخذَ منها ما تسأل. على الجسد أن يسمحَ للروحِ باستخدامه وعليه أن يكونَ متعاونا من أجلِ اكتشافِ بُعدٍ جديد تريد الروحُ أن توصلَه اليه.". واقتباسات من كتب -ص 306 كتاب المواقف:  المؤلف النفري، موقف التيه- وميثولوجيا يونانية ورمانية –ص 71-، كذلك مادة معلوماتية متنوعة. ولكن هنا نسبة المعلومات جاءت أقل بكثير مما كانت عليه في رواية "ثعلب ثعلب" التي بدت في لحظة ما وكأنها جرعةٌ معلوماتية مكثفة انبثقت عنها رواية.. وفي "الرحيمة" جاءت معظم النصوص من الأجناس الأدبية  المختلفة في سياق السرد وعلى لسان الشخصيات وكأنها جزءٌ من إبداعِ الكاتب، وهي بالفعلِ كذلك، إذ استطاع توظيفَها وتضفيرها بشكل متقن في سياق السرد والحوار فابدع منتجا جديدا متناغما متجانسا رغم تنوع النصوص. مما يحتاجُ إلى متلقٍ واعٍ يستطيعُ اقتناصَ النصوصِ من بين ثنايا السردِ والحوار والبحث وراءها والتعرف عليها والوقوف على مدى تناسبها مع الجزء السردي التي غرست من خلاله، هذا إلى جانب الاستشهادات المباشرة من النصوصِ المختلفة.

وقد بدأت فكرُة الكولاجِ منذ اللحظة الأولى، من الغِلاف حيث جاء معبرا عن فكرة الرواية وأحداثِها بالجمع بين اليابسة والماء في نظامٍ توليفي يخلقُ عالمًا أرضيًا مائيًا جديدًا  مستقرًا ومحميًا بمواصفاتٍ ونسبٍ وطبيعةٍ مختلفةٍ عما هي عليه في الواقع، ويشيُرالتكوينُ المتخَيلُ إلى الاضطراباتِ والحرائقَ والحروبِ التي صنعها البشرُ، والرغدِ والنماءِ في الجزء الغالب عليه الطبيعة المائية، يعلوها اسمُ كاتِبنا أحمد فضل شبلول، فهو من يقدمُ لنا في روايتهِ هذا الفكرَ وهذا العالمَ الجديد محمولٌ على يد تَسعه وتحيطه وتحتويه هي يد "الرحيمة" التي سنتعرف عليها من خلال الرواية التي تحمل نفس الإسم. كلُّ ذلك يَسبح في عالمٍ رماديٍ باهتٍ خالٍ من كلِّ مظاهَر الحياةِ ممثلًا الواقعَ الأجدب الذي نعيشُه رغم كل ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من تطورٍ مزعومٍ لم يرتق بالنفس البشريةِ ولم يحلق بها في آفاقِ السموِ المنشود، لكن روايةَ "الرحيمة" كما قدمها كاتبُنا أحمد فضل شبلول  وكما يقولُ الناشرُ في قطعةِ الظهرِ في خلفية الغلاف:" تطلَّعتْ  لقيادةِ العالم وتخليصِه من شروره وآثامِه بمساعدةِ عمر ياسين، ليس بالحرب ولكن بالسلام..." إلى آخر كلامه.

والكولاجُ لم يكن في تقنيةِ السردِ  فقط بل ظهر في نسقهِ وأسلوبهِ الذي ناسبت عجائبيتُه الفكرَ الباطني وما يمثله من العلم اللدني المطروح، فجاءت بعضُ المقاطعَ بسردٍ أشبهَ بحكاياتِ "ألف ليلة وليلة" في أسلوبِها من الجمل القصيرة بجرسها وسجعها المميز الفريد. كما في ص 62 على سبيل المثال لا الحصر: " وقد اختل الميزان بعد أن تجبر الإنسان، ونريد عودتَه إلى ما كان، قبل التجبرِ والطغيان."

كذلك كان الفكرُ كولاجيا -إن صح التعبير- ظهر في رغبة الرحيمة أمِ الماء في خلقِ عالمٍ جديدٍ بمواصفاتٍ أرضيةٍ مائية تمتزجُ فيه المرجعياتُ وتنصهرٌ اللغاتُ في لغةٍ واحدةٍ كما أشارَ الإسكندر الأكبر العائدُ من الموتِ.

وإن كنتُ أخالفُ الإسكندر الأكبر وفكره والذي يتناص مع السلام الإبراهيمي المعادل الجديد للعولمةِ ولكن ليس بتبني ثقافةٍ أمريكية ولكن بدمجِ الثقافاتِ والدياناتِ في ايديولوجيا جديدة لكنها لازالت بمنطقٍ غربي، فالاختلافُ سنةٌ كونية وتنوعٌ مبدعٌ أراده الخالقُ لحِكمة، ولو شاءَ لجعلنا أمةً واحدةً ولا نزالُ مختلفين. فهذا  الإعجاز الإلهي في التنوعِ هو الذي يصنعُ الهويةَ، لذلك خُلق آدم بقبضةٍ من جميعِ الأرضِ فكان نسلُه مختلفَ الألوانِ والطبائعَ، ومع تنوع الجغرافيا موقعًا وتضاريسًا ومُناخًا، أبدع  الإنسانُ كلَّ ما يناسبَه في بيئتِه من أولِّ اللغة، للعمارة والفكر والعادات ، وهو ما جعل للسفر سبعُ فوائد وللفكرِ تنوعٌ رائد واجتُنبتِ الرتابةُ وحسُنتِ المغامرةُ والاستكشاف. فالعالم الجديد بالنسبة لي، لا يبنى على الانصهار، ولكن على احترام الاختلاف.

والرواية ُمقسمةٌ إلى أربعةٍ وخمسين فصلا قصيرا أو قصاصة – اذا استخدمنا مصطلحات الكولاج كفنٍ تشكيلي- لذلك لم تحملْ عناوينا بل حملت أرقاما رُصت وصفت إلى بعضها البعض بتنسيقٍ معين في السرد، كان الساردُ فيه متعددا، فمرات الساردُ هو عمر أو الرحيمة وأحيانا شرميون أو كليوباترا أوالإسكندر ويتضحُ ذلك من ضميرِ المتكلمِ الذي يستخدمه الساردُ المشاركُ في كل فصل، فضلًا عن وجودِه –ضمير المتكلم- في الحوار بين الشخصيات، ليَنتُجَ لنا هذا العملَ الروائيَ المتكاملَ المتعوب عليه بجهد فائق والذي لا يحتاج فقط إلى قراءةٍ نقديةٍ للنصِّ والسياقات ولكنه يحتاجُ تفصيصًا وتدقيقًا لما بين السطور والثنايا، فهو نصٌ منفتحٌ على كلِّ التأويلات ويتطلبُ متلقٍ قادرٍعلى الاستنباطِ والتأويلِ والتفهمِ لغريب المفردات والتراكيب التي استَخدمت نصوصًا ووظفتها في أماكنِها الجديدة بشكلٍ جديد. قد يرى البعضُ فيها شططا إذا تناولها بسطحيةٍ دون تعمق للمعنى الذي في بطن الكاتب والشاعر.

والكاتبُ وإن انحازإلى الرحيمةِ في رغبتهاِ في خلقِ عالم مثالي بالسلام، إلا إنه لم يُجبر فكرَهُ على التسليمِ التامِ للتفاصيلَ، فقد استطاع خلقَ نقاطَ توتٍر سواء تعمدَها أم لم يتعمدْها، تجعلُنا نُعمِلُ العقلَ ونتشككُ طول الوقتِ.  تمثلت تلك النقاط فيما زرعه من أصلِ الرحيمة ومفرداتِها ونواياها وأفكارِها وتصرفاتِها وما تملكه وما تفتقر إليه من علوم ٍ ومزايا، وطريقةِ معيشتِها، وتخبطِها أحيانا، وأراءِ الآخرين بها.

فالرحيمة لها أصلٌ فريد، فهي جنية جنيات البحر، وكانت  يوما من الحور العين كما قالت لعمر مع أن الحوَر العين خلقٌ خاص غير الملائكة وغير الجان. وهذا ليس بغريب على التخييل في النصوص العجائبية كما في مدينة الملائكة  لنيكولاس كيدج وفكرة تحول الملاك الى بشر أو النسخة الاخيرة من علاء الدين وتحول ويل سميث من جني الى بشري.

 ص 90 تقول: "وقد أُمرت أن استعد لحملِ أمانة العالم" لذلك هي تطلب من الإنسانِ أن يترجلَ  قليلا حتى يعودَ إلى سويتِه وأصالتِه فيكونَ قادرا على استرداد الأمانةٍ. 63

ثم تقول لعمر: " نريد أن نعمرَ الكرةَ الارضيةَ يابسَها وبحارَها بخلقٍ جديد بعد أن طغى الإنسانُ وتجبرَ واستنفذَ كلَ محاولاتِ الإصلاحِ والتهذيبِ ثم لا تجيب عمر ما إذا كان هذا وحيا ربانيا. لأن هناك اشياء لاتستطيع تفسيرَها له 201

وهي أم الماء التي تُمد مظلتَها للشعوبِ المضطهدةِ كما في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة 76.

 وعالمُها عالمٌ شعريٌ بامتياز، وأحيانا تتبادلُ أمُ الماء والشعُر المواقع المائية ص 89 وأحيانا تقول : "بايعتُ الضوءَ والماء فامتدت حدودُ مملكتي، بين الأرض والسماء.

وهي لا تستغني عن جلسات التقييل والقات.

وتقول ص 13 : " بعدما رأيتُه من أطماعٍ في ملكي ومملكتي الصغيرة، قررتُ أن أدافعَ عن مصالحناِ بالاستيلاءِ على العالمِ ولقد وضعتُ لذلكَ خطةً مع الملكة كليوباترا."

وقد جعلَت العالم المائي؛ العالم العميق مرادفا للعالم الباطني ص 14

وفي تصورها للعالم الجديد تقول: " سوف اعتمد في مملكة العالم القادمة ليس على علماءِ القنابلَ والفضاء والحروب والكيمياء ومن سواهم من علماء الدمار الشامل وإنما سأعتمد على الرجال من أصحاب الصنائعَ من النجارينَ والبنائينَ ثم الرجال من الشعراءِ والروائيينَ والفنانينَ والعلماءِ الإنسانين، فهؤلاء أكثر الناس اختراعا وأذكاهم فطرة وأشدهم تصرفا لعقولهم.." إلى آخر كلامِها.

فهي وضعت أسسًا لعالمِها الجديد لا تختلفُ عن العالمِ القديم الفاشل في نظرِها مبنيةً على التمييز بين التخصصات المختلفة وأضفت نوعا من القدسية والتنزيه على البعض ممن سيكون لهم الامتياز والأولوية والحظوة في العالم الجديد، مع أنهم كغيرهم، بينهم الصالح والطالح،  بناء على رأيها فقط وما تملكه من علوم كعلم النظر والمشاهدة والوجد والشوق والكلام والانوار والحركة وغيرها من العلوم، لكنها رغم ذلك تعتمد على عمر ياسين في المعلومات الدنيوية الأرضية لكل ماهو فوق الماء، وكذلك اعتمادها على كليوباترا.

وفي حديث عمر وهدى في ص 35 تقول هدى: " أخشى أن يكون لأم الماء أو الرحيمة أطماعٌ توسعية أكبر بكثير من تطلعات الثعلب، وإن كان الأمُر كذلك فإنها أمكر وأخبث ملايين المرات من الثعلب.  أمَّ الماء تريد الاستيلاء على العالمِ كلِّه."

وفي ص 305 تقول كليوباترا عن الرحيمة أم الماء: " ذات التقلبات والأهواء والأنواء التي لا يعرفها أحدٌ سواي."

308 كليوباترا التي شاهدت الثعلبَ الوزيرَ يخرجُ من مخدعِها قبل أن يعلن استيلاءه على المنطقة الواقعة بين المنتزة وبئر مسعود ثم افاقت من غفلتها ورفضت أن تفتح له مخدعها مرة أخرى.

إنها تتمتع ببعض المكر فتأتي كليوباترا من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وتأتيها بسيف مُصْلَت ثم تضحك من ارتعاب كليوباترا وتقول أنها تداعبها 309.

وقد همست أم الماء ذات مرة لعمر بأن حبَّ الرئاسةِ واتباعَ بعضِ الشهواتِ لايشغلْها عن اقتناءِ العلوم 77. إذن هي لديها حب رئاسة وشهوات.

وفكرُ أمِ الماء لا يختلف عن العالم القديم في الأداء

فتقول ص 219: " السلطةُ المطلقة مفسدة مطلقة ثم تطلبها لنفسها."

288 هي تهدد من يعترض  من شعبها على الخروج بالفناء لو لم يطع الأوامر.

289 فيقول عمر لغبريس المعترض على أوامر الرحيمة بالخروج: يجب أن نمتثلَ جميعا لما تخططُه لنا لأن فيه مصلحتُنا ومصلحةُ الاجيالِ القادمةِ بالتأكيد. هي ترى ما ليس نراه نحن.. انتهى كلامه

 فلازالت الدعوة إلى طاعة الحاكم وادعاء العلم والحكمة اللدنية له دون دليل.

ثم تخلُّصها من كليوباترا لاستبدالها بالاسكندر الأكبر الذي تحتاجه لتستفيد من خبراته وأفكاره في المرحلة الجديدة فالغاية عندها تبرر الوسيلة، مع أنها خيرت كليوباترا بين الخلود والتحول للبشرية مرة أخرى مخفية رغبتها في استبدالها بالإسكندر، فاختارت كليوباترا بشريتَها مستغنية عن الخلود.

كما ضحت بكثير من شعبها المائي الجديد وتركته عرضة للاصطياد والقلي والشواء والتربح من وراء ذلك حتى صار طعاما مميزا للبشر. 254و255

 ويقول عمر:" لم تمانع الملكة الرحيمة أم الماء في عرض المعلم عباس النورس الذي نقلته لها بل شجعت على ذلك –فقد أإراد احتكار بيع الكائنات المائية الجديدة الشهية للجمهور- وفاجأتني بضرورة أن يعمَّ العالمَ كله هذا النوع من الكائناتِ البحرية ليتذوقَها ويأكلَها" انتهى كلامه.

فهي تضحي بشعبها  وتمتهنه مع أنه من نسل عمر ولم توجده بالأصل لهذا الغرض.

 الرحيمة تقول: " نستطيعُ التكاملَ مع الادارة المصرية والاستيلاء على حكم العالم.

ثم يظهر تخبطُها في رغبتهاِ تعيينِ كليوباترا على عرشِ مصرَ ثم التخلصِ منها لاستبدالِها بالاسكندر.

ثم قولها: "سأكون أنا ومملكتي تحت الماء الجزء الباطني للدولة المصرية وتكون الرئاسة الحالية هي الجزء الخارجي أو الظاهري للدولة وبهذا نستطيع التحكم في العالم " انتهى كلامها

هي لا تفكر إذن خارج الصندوق كما زعمت وليست سريعة الخطى كما بدت بل هي تعيد انتاج العالم القديم مرة اخرى بكل تفاصيله ولكن تحت رئاستها وقيادتها الباطنية.

فنحن لن نُسلم إذن لرغبات الرحيمة وأهدافِها وإن بدت في ظاهرِها في مصلحةِ العالم ومن أجلِ نجاته لكن يجدرُ بنا أن ننظَر الى الجانبِ الباطني الذي تعتنقه وتجيده لقبولِ ما جاءت به أو رفضِه، لذلك سنضعُ ما تطرحُه على ميزانِ العقل والفطرة.

قد لا يكون ذلك هدف الكاتب ولكنه أحدُ التأويلاتِ التي تقبلُها الروايةِ والتي ترتاح إليها نفسي.

 الشخصياتُ:

الشخصيات  معظمها لم تشهد نموا أو تحولا دراميا رغم ديناميكية أفعالها وضخامة الأحداث، لكنها لم تتحول كليا. حتى الثعلب الأحمر الذي يتحول من شخصية لشخصية هذه هي طبيعة شخصيته.

وشخصية كليوباترا شهدت تحولا  بعد أن تخلت عن فكرة الخلود إلى البشرية لتعيش أنوثتها ومتعة الحياة فوق الماء لكنها لازالت الملكة كليوباترا  بأبعاد شخصيتها وقد اشتاقت لرغبات أنوثتها المستعرة والمخبوءة لأكثر من 2500 عام  وتقول: " على الإنسان أن يمتع نفسه ما وسعته المتعة"."

فكانت لقاءاتُها الحميمية مع عمر كما عاشتها في السابق لا تخلو من السقيا والعزف والغناء والأشعار التي نُظمت لكليوباترا في العصر الحديث كشعر علي محمود طه عن كليوباترا والذي لحنه وغناه  محمدعبد الوهاب. وأغنية  أم كلثوم هذه ليلتي للشاعر جورج جرداق وهو نوع من السرد المعلوماتي المقنع كأقنعة الثعلب الأحمر التي لايكف عن ارتدائها.

عمر بعد وفاة هدى زوجتِة بعد أن أكلت من زيادة كبد النون، فبعد حبه الجارف لهدى وتوقيره التام لأم الماء وانبهاره بملكته السابقة كليوباترا، نجد قلبه يميل فجأة إلى أم الماء  وقد نزه  كاتبنا الرحيمة عن الغواية ولكنه مهد لذلك فجعل رغبة عمر ص 194 سابقة لحديثها له عن الشعب المائي الجديد الذي تنوي تكوينَه بمساعدةِ عمر.  ثم إفشاء كليوباترا لأحدِ أسرارِها حيث نشدت المتعةَ من أحدِ زجاجاته الدافئة عندما سكبتها على ذيلها، ثم نصطدم مرة أخرى بميل عمر لكليوباترا  في تطور جديد جعله يبدو أنانيا جاحدا لبعض الوقت ص 275  يقول: " لم أشأ أن أخوضَ في سيرةِ هدى حتى لا أُفسدٌ تلك اللحظة المشرقة." انتهى كلامه، فلعل موت هدى المفاجئ أدار عقلَه فلم يستوعب الحياة بشكلها الجديد. لكنه  رغم ذلك ظل عمر ياسين بشخصيته المعروفة.

والمعلم عباس النورس صاحب المقهى والذي يتاجر في أيِ شيء وكلِّ شيء، ليصبح صاحبِ أكبَر مطاعم للكائنِ المائي الجديد ويتشارك مع عاتيد بن يامين ذو الأصول المصرية، فعباس النورس دائما هو رجلُ المرحلةِ والمستفيدُ منها والمواكبُ لمستجداتِها.

والتقديم للشخصيات لم يتم بشكل واضح ولم يتناول حيواتها الثلاث لأنها في المعظم تم التأسيس لها من الأجزاء السابقة، فهي معلومة لنا، لكن تم التذكير بها بإشارات بسيطة كالحديث عن الماء العاشق وبعض الشخصيات الأمنية. اللهم إلا الشخصية الجديدة المضافة إلى هذا الجزء من الروايات الثلاث وهو الواثق بالله بعد تحوله من سمسك الطفل إلى الشاب اليافع فعلمنا عن أبعاده الجسمانية والاجتماعية والنفسية  وعلاقاته وتعاملاته وردود أفعاله من خلال حديثه عن نفسه، وحواره مع الشخصيات الأخرى، مثل حديثه مع أم الماء والمحافظ وعمر والمعلم عباس النورس وغبريس والفتيات التي أرادت ألتقاط الصور معه ومن وصف عمر له، وقد اتضح البعد النفسي للشخصية بعد وفاة أمه شرميون وأمه الثانية هدى.

بالطبع إلى جانب الاهتمام بتفاصيل الشعب المائي الجديد، والثعلب الأحمر الذي ظهر بصورمختلفة في هذا الجزء.

الحوار:

 نلحظ بوضوح

موافقةَ الشخصيات وتناسبَها مع المفردات والجمل الحوارية ومناسبتَها لعجائبية الرواية ولفكرة الكولاج ودمج النصوص. اذكر منها مثالا واحدا

كلام الثعلب الأحمر عاتيد بن يامين وهو يُعَرف عن نفسه ويعبر عنها بمقطع من حكايات الف ليلة وليلة من حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان أو ابن بكار وشمس النهار، يقول: "ألا تعلم أني الكاتب الحاسب المنجم، اكتب الكتاب وأُحكِم الحجاب وأحسب الحساب وأخط بالأقلام وأقرب المطالبَ للطالبِ؟"

 ولم يخل الحوار من العاميةِ على ندرتِها ككلامِ عمر لعاتيد يقول: " يبدو أنك فايق ورايق" وقوله لعاتيد: "إنت حا تقوللي؟"

تناصٌ واقتباس:

وهو كثير في الرواية التي تحلق بنا في سماء الخيال وأقدامنا ثابتة على أرض الواقع.

كفكرة الطوفان والماء  وسفينة النجاة  وفكرة نوح أبو البشر الثاني واختيار عمر ليكون الشعب الجديد من نسله رغم انه بشر عادي لا يملك المقومات لهذه المهمة، وفكرة الخروج في نوة المِكنَسة كخروج بني اسرائيل والتيه  والتشتت في حوض البحر المتوسط ثم العودة من جزيرة كورسيكا. وغبريس المعادل للسامري والذي خطط لخلع الواثق أو قتله ويستعد لبناء الهيكل.

 و ص 94 سمكمك ولي العهد وحامل التابوت

وغيرها من الأفكار والإسقاطات السياسية المختلفة.

وهو يعضد فكرةَ أن التاريخَ يعيدُ نفسَه وليس ثمتُ نظام عالمي جديد تتبناه الرحيمة وتسعى إليه.

الكولاج الروائي ودمج النصوص في السرد قد يخلق مسائلَ عقديةً ملتبسة:

هناك بعض القضايا الشائكة التي ظهرت في السرد ينبغي تدبرها والسعي لتفنيد ملابساتِها سأذكر بعضَها

 في ص 20 تقول الرحيمة: "سأجعل كل العالم ماؤه ويابسه ينظر إلى أعلى دائما، ينظر إلى دائرة السماوات، فينشغل الناسُ والكائناتٌ عن الحروبِ والنزاعات.. إلى قولها: وإن عجز الانسانُ عن هذا.. فإن العجزً عن درَك الإدراك إدراك" وهي مقولةٌ  مستوحاة من كلام ابن عربي، وقد سبقه إليها سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وتكملتُها غير الموجودة بالرواية "والبحث عن ذاته كفر وإشراك"و قد قال رضي الله عنه: " الحمد لله الذي لم يجعل للخلق سبيلا إلى معرفته إلا بالعجز عن إدراكه فالله لا تحيط به العقول ولا يُتصور ولا يُتمثل او يُتوهم في القلوب.

ثم تقول للإسكندر الأكبر في ص 359 : "  فقط يجبُ أن تعلمَ أن اللهَ يجمعُ بين التنزيه والتشبيه."انتهى كلامها. فكلام أبي بكر رضي الله عنه ينزهُ اللهَ عن التشبيهِ وجعلَ معرفةَ الناسِ باللهِ تأتي من عجزِهم عن تصورهِ وإدراكه، ويقول تعال:" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"  والسميع البصير هنا ليست للتشبيه ولكن لإثبات السمعِ والبصر لله مع نفي الشبيه والمثيل عنه. فصفاتُه جل وعلا لا تشبهُ صفاتَ المخلوقين ولكنها صفاتٌ تليقُ بذاتهِ كخالقٍ أوحد لهذا الكونِ بكل مخلوقاتِه وموجوداتِه التي ما أوجدَها إلا هو.

- ص 22 الرحيمة في حديثها عن كعبة الماء التي صنعتها من الثلج الذي لايذوب بالقرب من بئر مسعود فتطوف بها وترسل قبلاتِها الى الحجر السود، تقول: "لكن القرآن لم يتحدث سوى عن البيت الذي وضع للناس أي للبشر، وسكت لأسباب لا يعلمها إلا الله عن الحديث عن كعبة الماء"  انتهى الاقتباس

ينبغي تفنيد كيف يسكت القرآن عن شيء ولا يبينه الحديث  رغم أنه تحدث عن البيت المعمور، كعبة السماء ،  لكن أن تثبت أم الماء كعبتها في الماء خلافا لما جاء بالقرأن فعلينا ألا نسلم هنا بعلمها اللدني؟

- ص 23 قولها: "واعلم أن أسماء الله الحسنى تسعةٌ وتسعون اسما، ونحن لا نريد من هذه الأسماء المباركة إلا مايقوم به وجود العالم." انتهى كلامها

  كلنا يعلم أن الله استأثر في علم الغيب بأسماء لم يذكرها لنا وذكر لنا تسعة وتسعين اسما لا يقوم العالم إلا بها. ولن يُخفي الله شيئا أو اسما يقوم به العالم، ولن يذكر لنا شيئا لا حاجة لنا به..

-طبعا لا نريد أن ننسى أن الرواية تلبست فكر ابن عربي واقتبست من نصوصه وبدت كالشارح لمتونه من خلال السرد والحوار-.كما أشرنا في البداية.

- ص 25 "  تقول أم الماء: "الرحيمة مؤنث الرحيم وبه تمت البسملة وبتمامها تم العالم خلقا وابداعا والرحيم هو محمد صلى الله عليه وسلم فهو بالمؤمنين رؤوف رحيم وبين ميم بسم وميم الرحيم صلة كما هي الصلة بين  آدم ومحمد والرحيم لله اسم وللعبد صفة."  انتهى

وحديثها هنا ينافي كون اسماء الله حسنى فهي اسماء وصفات بلغت من الكمال منتهاه فهو الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، والنبي صلى الله عليه وسلم أُرسل رحمة للعالمين من قِبل الإله مستمدا منه رحمته هذه التي لا تبلغ هي وكل رحمات الأرض إلا جزء من 100 جزء من رحمه الله.

- وفي ص 26 تقول: " وأقمنا الزيناتِ والأفراحَ لمدة ستة أيام، ثم نزلتُ إلى قدسي في اليوم السابع كي استريح واتنفس.." انتهى

 ذكر عدد الأيام  هنا يتناص مع ما قيل في بعض العقائد عن خلق الكون.

 وقولها: " الحمد لله أن رحمتي سبقت غضبي فأنا الرحيمة بالعالمين" ثم أضافت "وهم كل ما سوى الله  وقد كنت يا عمر أداة" فبعد أن  اتخذت لها من صفات الله والنبي ،إذا بها تبين  أنها مجرد سبب.

ص 323 تقول: " سآتي بشعب آخر يحبني وأحبه"

كما امتلكت الرحيمة خاصية لم يمتلكها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وهي فكرة الخلود فهي خالدة وتملك منح الخلود ومنعه لمن أرادت.

 ص99 يقول عمر عن الواثق بالله:" رأيته فتى من زجاج يكشف عما بداخله من أحاسيس ومشاعر صافية فخشيت عليه أن يُكسر . شكرهما الواثق بالله وكأن المصباح في زجاجة يضيء بقوة.  وهنا وُصف الواثق بمفردات قرآنية من سورة النور آية 35.

"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35)

ص 148 تقول كليوباترا كما تذكرتُ القولَ المأثورِ "دع ما يريبك الى ما لا يريبك" ىانتهى كلامها

هو حديث  رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي:": حديث حسن صحيح"

فكيف لا تعلم كليوباترا أنه حديث  نبوي وقبلها في ص 145 تقول عن نفسها: " لدي العلم الدنيوي الذي أحرص على متابعته أثناء وجودي تحت الماء فأعرف ما يدور فوقه عن طريق بعض الرسل التي تجيء بالأخبار والأنباء."

في تلك الرواية الطويلة ذات  369 صفحة ..

تختتَم بالفصل الاخير رقم 54 وهو فصلٌ شعريٌ صِرف لا يتداخل معه أيُ جنسٍ أدبيٍ آخر عبارة عن قصيدةٍ لكاتبِنا وشاعرِنا أستاذ أحمد فضل شبلول من ديوان "دفتر العقل"  وهي بمثابةِ تلخيصٍ للعملٍ ككل أو كأنها كُتبت من قبل ثم جاءت الرواية تشرحها وتحللها أو على أقل تقدير هناك تماهٍ  متبادل بين القصيدة والرواية التي تحتوي على عديد من المقاطع الشعرية الفريدة لشاعرنا الكبير أحمد فضل شبلول وآخرين. إذن هذه القصيدة هي تكثيفٌ للروايةِ كلِّها أو نستطيعُ أن نقولَ أنها تمثل الرؤيةَ الشعريةَ للرواية لذا اختُتم بها النص الروائي.

 وفي الفصل قبل الأخير رقم 53ص 361 نطالع هذه العبارات في حوار الاسكندر مع الرحيمة يقول:

"وتساءلت: لماذا لا يكونُ هذا العالم الرحب دولةً واحدةً، وهو الآن منقسمٌ إلى ممالكَ ودولٍ ودويلاتٍ وولاياتٍ تتنازعها الطموحاتُ المتصارعة؟ لماذا لا توجد لغةٌ واحدة تفهمُها جميعُ شعوبِ الأرضِ وتتكلم بها؟ إن استطعنا تذليل عقبة اللغة –والأمر هينٌ كما أرى- تيسرت لنا إقامة جسرٍ يصلُ جميعَ شعوب الأرض واستطاع الناسُ أن يتخاطبوا ويتفاهموا بلغة واحدة وتقتربُ كلُ ضفةٍ من الضفةِ المقابلة."

فتقول الرحيمة :" لذا ينبغي علينا ألا نتراجع." انتهى الاقتباس

 فهل انتهى الأمر عند هذا الحد؟ هل لبت الروايةُ تطلعاتِنا لماهيةِ هذا العالم الجديد بتفاصيلِه؟ وأخيرا أجدني أسألُ السؤالَ الذي عنونتُ به هذه القراءة: هل" الرحيمة"  هي الجزء الثالث  من الماء العاشق أم الأخير؟ أترك لكم الإجابة..

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑20الكاتبمدونة منال الشرقاوي204
2↑15الكاتبمدونة غازي جابر52
3↑15الكاتبمدونة محمد عسكر198
4↑14الكاتبمدونة نورا شوقي186
5↑10الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)148
6↑8الكاتبمدونة اسلام أبو علم140
7↑5الكاتبمدونة دينا عاصم21
8↑4الكاتبمدونة منى أحمد42
9↑4الكاتبمدونة حنان الهواري109
10↑3الكاتبمدونة فيروز القطلبي25
11↑3الكاتبمدونة محمد ابو النور29
12↑3الكاتبمدونة مي القاضي34
13↑3الكاتبمدونة نهى رشاد44
14↑3الكاتبمدونة ريهام الخميسي51
15↑3الكاتبمدونة سحر حسب الله55
16↑3الكاتبمدونة كريمان سالم71
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1076
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب692
4الكاتبمدونة ياسر سلمي653
5الكاتبمدونة اشرف الكرم574
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري498
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني424
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب331900
2الكاتبمدونة نهلة حمودة188101
3الكاتبمدونة ياسر سلمي180034
4الكاتبمدونة زينب حمدي169359
5الكاتبمدونة اشرف الكرم129784
6الكاتبمدونة مني امين116462
7الكاتبمدونة سمير حماد 107028
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97462
9الكاتبمدونة مني العقدة94632
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين88840

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
2الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
3الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
4الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
5الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
6الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
7الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
8الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
9الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
10الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18

المتواجدون حالياً

1934 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع