مائة وواحد مجلس تمثل نصائح شاملة لما يحتاجه الإنسان لاستثمار كل دقيقة وكل حدث في حياته فيتحول كل ماهو عابر إلى حافز للتدبر واستخلاص الحكم للارتقاء بالروح والسلوك على حد سواء متطرقا لعلاقة الانسان بنفسه ومن حوله وعلاقته بربه مما يصلح دنياه وآخرته.
كل مجلس عبارة عن كلمات مختصرة جدا جدا تخرج منها بمحتوى عميق بنفس درجة الجدا جدا.
اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم.
تشعر حين تبدأ في المطالعة بنسائم يهب عبيرها من محتوى طالما استمتعنا به من برنامج " قال الفيلسوف"
من حيث السؤال والإجابة بين طالب علم ومعلم بإجابات غاية في العمق و الإفادة لكنها تبتعد عن الإسهاب أو المناهج الفكرية للفلاسفة و أهل الكلام. خالية من الأيديولوجيات والتحزبات و لكنه فقط من أجل الانسان والانسانية بمفهوم رباني راق.
كما يرِد على الخاطر ايضا نصائح جاكسون براون لإبنه في كتاب " إرشادات الحياة القصيرة " ولكن بمرجعيات البيئة العربية و الدينية التي ننتمي إليها و تتناسب معنا.
غير أنه من غير وصاية فلم يقدم العلم دون طلب. فالعلم أجل من أن يفرض بل يُحَصل بثني الركب بين يدي العلماء ومن هنا كان اسم #المجالس فتجد الأفعال في نهاية كثير من المجالس " اعرف . الزم .اجتهد . احذر . استعد ...." ما هي إلا إشارة و لفت انتباه وليست أوامر أو فرض وصاية.
الروحانيات تنبعث من صفحات الكتاب و تنفذ مباشرة إلى الروح فترتقي بها وتسمو عن قناعة واستسلام. فقد جاءت في ثياب صوفي متعمق بين الشيخ والمريد، متخذة من الحب والتخلي عن الأحقاد والطمع والبغض وغيرها من الأدران التي تثقل الروح وتشوهها إلى التحلي بكل جميل ونقي يرتقي بها ويكون سبيلا للوصول يبلغ بها لأعلى المقامات. بعيدا عن التنطع والشطط الذي لايمت لهذا المنهج الراقي بصلة.
حين تتعمق في هذا الخضم الرائع تجد كثيرا من الأحداث التي مرت بك وكنت في أشد الحاجة للنصيحة ولم تجدها أو ألهمك الله حلا أنقذت به نفسك حينها. فتشعر بقيمة تلك النفس و تعي قدراتك التي طالما أهدرتها وقد كنت قادرا على أن تبلغ الحكمة بمزيد من التدبر و التعلم والتواضع والاعتراف بالفضل لأهله وهنا يكمن الفرق بين متدبر وغافل.
المجالس العتيبية هي منهج حياة. مرجعية تحتاجها في كل تفصيلات حياتك كما يحتاج رجال القانون إلى مواده. لا يحفظوها عن ظهر قلب بل يعونها عن ظهر عقل وتحفظ في أجل مكان يعودون إليها أوقات الحاجة وما أكثرها. فهي تطبيقات يومية و لكن بمناهج نبوية ربانية