في سنوات الطفولة الأولى ستحب الجميع.. في عينك سيرتسم بريق يلمع عند رؤية كل الوجوه .. لن تخاف من قول كلمة /لا/ لن تمانع أن تبكي في الشارع او أن تحطم الأشياء لتعبر عن غضبك .. في سنوات حياتك الأولى ستكون حراً كالطير .. حتى من التفكير. كل ماتريده ألعابا وقفزاً وجرياً ... لن تفكر لا بالغد ولا المستقبل ..
ثم ستنضج وتدخل مرحلة النضج الأولى.. وسيقيدونك..وسيحاولون كبح جماح غضبك ..تفكيرك .أسئلتك .. ستبدأ صراعك الأول مع محيطك .. وستمَل كونك وحدك تريد تشكيل دائرتك.. سيأتيك الفزع الأول من الأغراب ولن تملك القوة لتقول لا .. ستفكر مليا بالكائنات التي تعيش معها هل تحبها أم لا .. لكنك لن تكون شجاعاً لتقول لا .. ستشعر بهذا النابض في داخلك .. ولن تعرف له قرار....سيكسر كثيراً قلبك فتجهز لذلك...
ثم ستكبر ...كيف ستكبر .. إنها التجارب الأزمات المواقف .. كلما زاد عدد السيئين .. (احمد الله ).. كلما وقعت وكنت وحدك . (احمد الله) ..كلما بكيت ليلاً وحدك( احمد الله )...أنت الآن تتحرر ..وتصبح أقوى .. الوعي مرتبط تماماً بالتجارب والخذلان ..الألم يصنع القوة .. يصنعنا ..
هكذا ستنضج باكراً جداً ستكون طفلاً من الخارج كهلاً من الداخل .. يبنينا الله بطرق لانفهمها.. أتذكر قوله تعالى دائماً ...
/لنبلونكم بشيء من الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات // .. وكنت كلما قرأتها بكيت ...إلى أن أكمل // وبشر الصابرين// ... فأهدأ بانتظار البشرى ...
إنها البشرى مااحتاجها حقاً .. مانحتاجها حقاً .. بعد هذا العمر لا أشعر أن البوح شيء جميل .. ولا وجود الناس شيء جميل وأصبحت أملك ثقافة ال لأ .. أنا لا اقول نعم لشيء يؤذيني ...
هذه الحياة لأمثالي قميئة ...
أعرف تماما كيف يكبر المرء في العام عشرة أعوام ...
كيف يكون العمر المارق حسرة ..لكنني بانتظار البشارة ...
الله قال وبشر الصابرين...
والله لايكذب... ????