اعتدت أن أقف أمام المرآة كل حين
أتأمل المرأة التي غدوت عليها أنظر في أبعد مماتبديه المرآة .. في تلك التفاصيل التي لاتكشفها المرآة.. أحب أن ابتعد قليلا عن المرايا لأرى صنع الوقت في ملامحي .. أتحسس وجهي هاتان العينان والأنف والشفتان .. هذه النمشات الخفيفه .. وهذا السواد الكامن تحت العينين .. إنه الأرق المرافق ..
كيف تحول إمساك النساء للمرايا لحالة ذم لأشالكهن بتن يتمنين شفاههن أكبر.. عيوناً ملونة... بشرةً أفتح .. وأنفاً مدبباً صغيراً.. ماذا سأفعل بشكلي إن أصبحت نسخة مستنسخة عن باقي النساء أين هي بصمتي .. أشاهد صديقاتي يتابعن دور التجميل طبقات وطبقات وطبقات من كريمات الوجه . أتساءل دوماً لماذا ؟؟
لجذب انتباه الرجال .. أليس هذا عقدة شعور بالنقص ...
ليرين أنفسهن جميلات .. أين الجمال وأنتِ نسخة عن كثيرات ...
كلما قال لي أحدهم أن فلانه تشبهك اشتعلت غيظاً .. لاتشبهني امرأة حية ...
أكره الوجوه البلاستيكيه أحب أن أرى خطوط الضحك .. وخطوط الزمن .. لماذا تريد النساء أن يبدين أصغر ..؟؟؟
كلما سألني أحد عن عمري تردد قليلاً //آه صح أنتن النساء لاتعترفن بالعمر.//. فأصرخ به// ومن قال هذا// ..
بإمكاني وضع عمري على ظهري وأمشي . ولم قد أخفيه .؟؟.
بالنسبة لي وجهي هو قصة حياتي .. في كل مرة أضع يدي على وجهي .. أقول من الجيد أنك تكافح معي.. وتضيء على الرغم من كل شيء ... سعيدة باحتفاظي بنسختي من نفسي.. بصداقتي مع ملامحي ... رغم كثرة المرايا التي كسرتها وأنا أذم حظي وشكلي ...
لكنني كنت أعود لألصقها وأعود لحب نفسي...
حياتنا نحن النساء مختصرة في تلك الملامح .. علام تصررن على طمسها .. وجوهنا .. هي صدقنا وكلامنا ..
علاقتنا نحن النساء بالمرايا كالعلاقة بالحبيب... بوح وسقوط ووقوف وشجاعة وألم .. إنها سرنا .. بئر أسرارنا..
أقبل مرآتي وأعيدها . وأواعدها بموعد قريب ارى فيه تجارب الزمن مافعلت بوجهي ..
أحب صدق المرايا .. تلك التي قالت لخالة فله .. إن سنووايت أجمل منكِ .. ولم تخف من قول الحق ..
أحب شفافية المرآة ... أحبها حين أنظر فيها فأرى وجهك .. كأنها تقول لي هو أنتِ... يالي مرآتي حين تفضحني كم أحبها .. وأحب فضائحها ... تراني كيف أشرق في حضورك تقول آه ماأبهاك .. وكيف انطفؤ في غيابك . فتقول آه ماأشقاكِ ..
إنها الفاضحه لكن لابأس
هذا النوع من الفضائح أحبه جداً ... ????