أقف أمام مرآتي أتأملني أتحسس بأصابعي وجهي
أهذه أنا.. أنا لا أعرفني ..
ماأشد اغترابي عن ذاتي
يتناهى لي خبر تلك العجوز التي ركلها شاب تركي...
أكان ذنبها أنها امرأة أم أن جنسيتها هيي من ظلمتها.. كيف تصبح الجنسية ذلاً ..؟؟ ياإلهي
أليس الأولى بمن صورها أن يدافع عنها.؟؟..
لكننا هكذا نشحد على آلام النساء نعيش على أوجاعهن.. نصفق لقضاياهن ونبني المؤسسات والحال هو الحال لايتغير ...ملايين النساء حول العالم معنفات مسلوبات الحقوق ..
نحن النساء نولد إناث ثم تأتون أنتم ياذكور وتصنعون منا ذكوراً مثلكم ... ثم تطلبن منا معايير جمالية.. خصر منحوت بطن ممشوق .. يالي هذه الوقاحة !؟؟
أتأمل التقويم.. لقد أضعت أيامي كعجوز هرمة تنتظر الموت
لم تعد تعنيني الأيام ..ولاالساعات
أتذكر أن حياتي حافله بالمهمات...
بالأمس. تحولت لعاملٍ أحمل جرة غاز وامضي لتبديلها.. والبارحه تحولت لصبي صهريج اتسلق الحائط لأملأ الخزان..واليوم تحولت لعامل صحية .أحاول تسليك الصرف الصحي ...
مالضرر في كل هذا لقد تحولت حقاً خرجت من جلدي... أحقاً أنا أنثى؟؟؟
لست حزينة هكذا مضت حياتي منذ خلقت أراني أعتني بأخوتي أراها لعنة أن تكون الولد الأكبر..
وفي جامعتي كنت اعمل في مكتبة أراقب صديقاتي وهن يخرجن وأنا أبكي كان يجب أن أعمل .. قلت لابأس المهم أن أصبح دكتورة جامعة... والحال بصراحة لا أصبحت دكتورة جامعه ولا خرجت مع الذين خرجوا ومضت السنين.. وأنا الآن حقاً لاأعرفني....
أتأمل تفاصيل وجهي وأراقب ابني ..أليس من الأفضل لمثلي أن تكون أماً لفتاة.. أي رجل سيكون عليه ابني . ؟
يقاطعني اتصال صديقتي تشكو حبيبها الذي هجرها...فأغضب بصورة مفاجئة وأصرخ غاضبة ميت مرة قلتلك هجرك.. اهجريه...
أكره الفتيات الضعيفات اللواتي يبكين المحبوب.. لوكان هذا المحبوب يحبنا حقاً لما هجرنا وماأبكانا ..
لماذا نفعل نحن النساء بأنفسنا هكذا .. تقول لي ماأقواكِ...
سمعت هذه الكلمة في الآونة الأخيرة كثيراً.. في محافل عدة... هل سأل أحدهم كيف وصلتُ إلى هنا...
تعود أخبار المرأة التي تلقت الركلات إلى مسمعي .. أشم رائحتي أنها رائحه الصرف الصحي الذي كنت أنظفه أضع يدي على وجهي وأبكي .. أبكي على تلك المرأة.. على كل النساء اللواتي تحولن لذكور رغماً عنهن...على كل نساء الأرض المسلوبات المقهورات...على حظي.. لوجودي في هذه البقعة...ولاأملك سبيلاً للفرار
ماأشد اغترابي... ماأشد يأسي ????????
#الفيروز????