عزيزي المسافر البعيد في بلاد ماوراء البحار
القريب مني القريب من دمي من قلبي، والمدميني شوقا ،الحارق روحي عشقا .. ألم يكتب الشعراء الجاهليون رسائلهم هكذا؟؟ وقوف على الأطلال أطلال الحبيبة ثم الخوض في الموضوع بعد ذرف الدموع وفيض الأشواق .... أنا أراسلك من مدينة الأطلال ذاتها وأحمد الله أنك خرجت من هنا ليل نهار..
أسمعت حبيبي بغرق الزورق الأخير... على متنه كان هناك أطفال وحامل وعروس ذاهبة للقاء عريسها أتعلم كم المشاعر التي دفنها البحر؟؟ والقصص التي وأدها القدر المرير؟؟ .. هل تعلم كم مرة حمدت الله أنك وصلت إلى خلف البحار بخير. ..!!! رائحه الموت هذه الأيام تخنقني .. ويح شبابنا كيف وصل بنا الحال إلى هنا ... خذني إليك بعيداً عن ديار الخوف والموت ... يقتلني هذا الشوق ثم أقول المهم أنك بخير .. أتعرف مالعجب .. أسمعت قصيدة نزار منذ. ٥٠ عاماً ماذا قال ...
سامحونا ..
سامحونا ..
إن رفضنا كل شيءٍ ..
وكسرنا كل شيءٍ ..
واقتلعنا كل شيءٍ
ورمينا لكم أسماءنا
فالبوادي رفضتنا .. والمواني رفضتنا
والمطارات التي تستقبل الطير صباحاً ومساءً .. رفضتنا
إن شمس القمع في كل مكانٍ .. أحرقتنا ..سامحونا ..
إن بصقنا فوق عصرٍ ما له تسميةٌ
سامحونا إن كفرنا....
هل في الكون بلاد تبقى على حالها كل هذه السنين إلا بلادنا .. أتعلم كم بكيت وأنا أسمع صرخات الذين ماتوا الأخيرة...يالهذه الحياة التي تجعلنا نذهب في طريق الموت طواعية ...
رسالتي قاتمة أليس كذلك... لهذا أرسلها إليك فالحروف تحيا عندما تمر عليها عينيك ... والحياة كل الحياة تولد من بين شفتيك ..
متى لقاؤنا لتستعيد الجثة القابعه هنا في داخلي الحياة .. لأعود وأشعر بالهواء والنسمات .. أشتهي وصالك ... ومالي للقاءك حيلة ولايد ... أمنيات أمنيات أرسلها تجوب السماء كل ليلة ...
كن بخير دائما ... حياة بأكملها وضعتها بين يديك ..
هي حياتي ????
#إلى_مسافر_خلف_البحر
#الفيروز