اليوم ،
صمت غريب ، يحوم حولي ، كما لو أن أصوات الأمل انطفأت شيئا فشيئا .
هذا المساء راحت نظراتي خلف زجاج النافذة ، كانت هناك أضواء تطبع كل الأمكنة لكنني لم أحدد أي مكان منها .
أنني مرمية هنا على فراشي لكن روحي تفر هاربة إلى بحر الأحلام الذي أخذ يناديني ، فانغمرت فيه بعينين مفتوحتين .
كم كان زهوي كبيرا وفرحتي عارمة ، كل شيء كان يأخذ لون عينيك لأن لهما لون البحر الذي أغرق فيه مستكشفة الكثير من الأشياء .
حاولت قتلي لكنني نجوت من الموت بفضل عناية الله تعالى.
سكينك التي غرستها بين أضلعي لم تأخذ مني الحياة ، لكنها أخذت مني الحركة وأنا الآن مشلولة ، ممددة على هذا السرير ، لكن عالما كاملا آخر أصبح قيد البناء ، إنه العالم الذي تخيلته لنفسي دونك ..
من خلال النافذة أعيش وأسير في أزقة المدينة والتحف سماءها الزرقاء ، وألمس كل شيء بخيالي ..
لم تكن نظراتي فقط سر سعادتي ، بل هناك تمتمة في قلبي ، تمر بجسدي ، وتلمس حنايا روحي التي تأخذ بالاشتعال كما لو أن دفء الهدوء يتسرب إليها .
لم أكن لأبالي بنظرات الشفقة التي يرسلها إلي كل من يزورني ، بل كان عقلي كله يركز في عينيك ،
تساؤلات كثيرة كانت تجتاحني :
( من منا أسعد حالا الآن ؟ هل أنا هنا على هذا السرير مشلولة ، ملتصقة به إلى الأبد ؟ أم أنت في السجن الذي تم ترحيلك إليه ، عندما ألقت الشرطة القبض عليك متلبسا بجريمتك ؟
كنت أعرف أننا لا يمكن أن نترك ، ونغادر بعضنا دون ألم ..
لكن أنا لم أغادرك أبدا ، مازلت أعيش في ذاكرتك ولن تستطيع انتزاعي منها أبدا ..) .
كان علي أن أحبك أقل ، أن أحذر منك أكثر ، لكنني لم أعرف ، لم استطع .. لم أتمكن أبدا من التحكم في مشاعري لأنني كنت أظن أنك من أبحث عنه .. أن يدك هي التي أريد أن أقبض عليها ، لكن هناك تناقض مع حواسي الأخرى ، فحاسة اللمس كانت ثائرة وكذلك حاسة الذوق لعدم إحساسي بشيء ، وعدم قدرتي على الحركة .
اليوم ،
القمر كان بعيدا يتصدر السماء وكان جميلا ، متحديا صبري ، وهكذا عادت نظراتي هي الأخرى بائسة ، منهزمة ، إلى داخل عيني ، لتعود إلى حياتي المتوقفة العادية ، المملة ..