كل قصة مختلفة ، وقصتنا فريدة .
وهذا المساء أيضا ، وقبل أن أنام ، أفكر فيك ،وقد سالت دموعي من أجلك هذا المساء في الظلام .
كل يوم أنتظر المساء لأستطيع أن أنام وأنا أفكر فيك ، وأنتظر أن تظهر في أحلامي .
أتعرف ؟
عندما يكلمونني عنك ، لا أستطيع إلا أن أفكر في كل ذكرياتنا ، كل ما عشناه سويا ،لكنك نسيت كل شيء ، الآن تعتبرني مجرد شخص مجهول .
هناك آلاف ، آلاف الكلمات ، ومع ذلك لا أستطيع التعبير عن أحاسيسي .
كلماتك لي كانت تريدني أن أرحل لكن قلبك يلح على بقائي ،رأيت ذلك في عينيك .
كل وعودك كانت كلمات في الهواء ، قليل من الرياح وكلها اندثرت في الفضاء .
أنا لم أرحل ، لقد وقعت في قلبي واختبأت في أفكاري
كنت أصرخ بك مستغيثة :
(لا تتركني أقع ،
لا تتركني أقع ، لن أستطيع أن أقوم من وقعتي دونك ،
إذا رحلت خذني معك ) .
( أعتذر منك أيتها الجدران ، عذرا لما تسمعوه من كلماتي وأفكاري وصرخاتي
كم وضحت لك أنني لست سجينة جسدي ولا بيتي ولا سجينة حقل ما .
ما يسكنني أعلى من الجبال ويتسكع مع الرياح وليس شيئا باردا يلتجئ إلى الشمس لكي يستدفئ ،أو يحفر في الظلام لكي يختبئ.
سجني شيء حر ،
روح تغلف الأرض ،وتمتزج مع الأثير ،
الظلال ترقص والطرقات تعيش ،
لكنني أموت ، لأنك تتجاهلني
أموت رغم أن الكون يقع تحت جفني
الأرض كلها في شفتي وإلا ما فائدة الأحلام أثناء الليالي ؟
لكنك كنت تعبد الموت لكي تحس أنك كنت تعيش ،
ربما كان يمكن أن نفترق وأن نلتقي مرة ثانية ، ربما نعم ، ربما لا .
ربما كان جيدا أن نترك بعضنا ، رغم أن الوداع مؤلم .
ليس لديك الحق أن تدخل حياتي هكذا ، وتخرج منها دون أن تنظر خلفك ،
كنت تسير على آمالي ،
تحطم حياتي ،
تكسر أمنياتي ومستقبلي بلا مبالاة وببراءة الطفل الذي يقوده الفضول إلى قتل عصفور .
وأنا ارتميت في حبك كما أرتمي في نهر كي أغرق ولا أظهر على السطح أبدا .
كنت أحتاج حبك لأشعر أنني موجودة .
كنت تعرف ذلك ، ربما راودتك مشاعر خوف أو ترقب ، ربما لا؟
كنت أقول لك : ( سأوريك كيف نموت ، سآخذ ك معي ، لأنني لا أعرف كيف يمكن أن أموت وأندثر دون أن تندثر الأرض جميعها فأنا جزء من كل شيء ، من الهواء والرياح ومن الشمس والقمر ومن الحياة ومنك ) .
أخذت تقلق ، أخذتك أنانيتك تزداد حدة ، خفت
فأخذت أقلق بدوري ، وأخذت كرامتي في الانهيار ، وخفت أنا الأخرى
خفت منك ، ومن كل شيء ، خفت أن تتركني .
بدأ شعورك بذلك يكبر بقوة ،
حاولت أن تتخلص مني بكل الوسائل ،
وطلبت مني الرحيل ،
وعندما رفضت ، فكرت أن ترحل بنفسك قائلا وأنت واثق من كل كلمة تخرج من فمك وبتصميم كبير :
ـــ أنا من سيرحل يا هذه ، مللت منك كثيرا
وكان هذا خطؤك الكبير ،
صدقني ،
أنا لا أعرف كيف قمت بإنهاء كل هذا الموضوع بيننا ،
لم أتذكر شيئا سوى أنك أصبحت جثة هامدة ممددا على ذلك السرير بعدما تناولت المشروب الذي وضعت لك فيه سما لكي ينتهي كل هذا الأمر .
وانتهى ذلك فعلا ، أخذوا جثتك ، لكنني مازلت أعيش مع روحك هنا .
هل تصدق ذلك ؟
أشعر أنك معي في كل حركاتي وسكناتي ، وعندما أشعر أنني أفتقدك أبحث عنك في كل ركن من كل طريق ، على وجوه كل العابرين ، بالنسبة لي أنت تناولت مشروبا قدمته لك بكل حب وتفاني وضعت به القليل من السم فقط .
هل كان ليقتلك ذلك القليل من السم ؟ ربما نعم ، ربما لا ؟
بالنسبة لي أنت لم تمت .